“نقاط لا تُقهر” لتزويد الأوكرانيين بالماء والكهرباء والإنترنت.. كييف تُطلق مشروعاً لمقاومة عوزها للطاقة

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/24 الساعة 18:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/24 الساعة 18:21 بتوقيت غرينتش
أشخاص يملأون زجاجات بالمياه بالقرب من نهر دنيبرو بعد انسحاب الجيش الروسي من خيرسون / رويترز

أطلقت السلطات الأوكرانية مشروعاً لتوفير خدمات الكهرباء والمياه والإنترنت، وذلك بعدما أنشأت "نقاطاً لا تُقهر" في العديد من المدن والبلدات الأوكرانية، في ظل انقطاع تلك الخدمات الأساسية نتيجة الهجمات التي نفذتها القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة، مستهدفة بشكل خاصٍ البنى التحتية للطاقة الحيوية.

يهدف مشروع "نقاط لا تُقهر" إلى معالجة مشاكل الطاقة في البلاد، حيث يتم توفير مياه الشرب، والمشروبات الساخنة، والأدوية، ولعب الأطفال للمدنيين المحتاجين، إضافة إلى التدفئة وخدمة الإنترنت المجانية، حيث يحضر الناس لشحن هواتفهم والأجهزة الكهربائية الأخرى.

وأصبحت النقاط المذكورة بعد أن دخلت الخدمة في دنيبرو، إحدى أكبر المدن في البلاد، حلاً للسكان في هذه الفترة مع الطقس البارد، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2022. 

ونظراً إلى عدم وجود اتصال هاتفي وخدمة إنترنت في المدينة، يأتي المدنيون إلى هذه النقاط ويحاولون معرفة آخر تطورات الحرب في البلاد. 

زلاتا ستريوكوفا (31 عاماً)، والتي جاءت إلى نقطة داخل خيمة كبيرة في دنيبرو، قالت لـ"الأناضول" إنها أحضرت ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات وأطفال جارتها للاستدفاء، مضيفة: "نشحن الهواتف والبطاريات هنا أيضاً". 

من جهته قال سيرغي تكاك (43 عاماً)، إنه جاء إلى نقطة افتُتحت في منطقة أخرى للاستدفاء مع زوجته، مؤكداً الأهمية الكبيرة لافتتاح مثل هذه النقاط بالنسبة للمواطنين. 

أوكرانيا تطالب بمعاقبة روسيا

كان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، طالب الأمم المتحدة، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني، بمعاقبة روسيا على الضربات الجوية التي استهدفت البنية التحتية المدنية، بعد وابل من الصواريخ أغرق المدن بظلام دامس، في أسوأ حالات انقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد حتى الآن.

ومع انخفاض درجات الحرارة دون الصفر، عملت السلطات، الخميس، على إعادة الإضاءة والتدفئة. وتسبب وابل الصواريخ الروسي، أمس الأربعاء، في إغلاق جميع محطات الطاقة النووية بأوكرانيا لأول مرة منذ 40 عاماً، فضلاً عن مقتل عشرة أشخاص.

آثار القصف الروسي على العاصمة الأوكرانية كييف - رويترز
آثار القصف الروسي على العاصمة الأوكرانية كييف – رويترز

وتأمل السلطات إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية الثلاث في الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا، بنهاية اليوم الخميس.

منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت روسيا ضربات جوية شديدة، مرة واحدةً كل أسبوع، على أهداف للطاقة في أنحاء من أوكرانيا، وفي كل مرة أطلقت صواريخ بمئات الملايين من الدولارات لتعطيل شبكة الكهرباء الأوكرانية.

ضرب البنية التحتية

وتعترف موسكو بمهاجمة البنية التحتية الأساسية، قائلةً إنها تستهدف تقييد قدرة أوكرانيا على القتال ودفعها إلى التفاوض. وتقول كييف إن مثل هذه الهجمات تستهدف بوضوحٍ إلحاق الضرر بالمدنيين، مما يجعلها جريمة حرب.

من جهة أخرى، تستمر الحرب التي بدأت منذ فبراير/شباط الماضي، مع حلول فصل الشتاء المفاجئ وانخفاض درجات الحرارة كثيراً عن الصفر في العاصمة كييف التي يقطنها ثلاثة ملايين نسمة.

بدورها، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "من الواضح أنه استخدم الشتاء كسلاح لإلحاق معاناة كبيرة بالشعب الأوكراني"، مضيفةً أن بوتين "سيحاول الوصول بالدولة (أوكرانيا) إلى التجمد؛ لإخضاعها".

وتحولت موسكو إلى أسلوب ضرب البنية التحتية لأوكرانيا حتى في الوقت الذي ألحقت فيه كييف هزائم في ساحة المعركة بالقوات الروسية منذ سبتمبر/أيلول. كما أعلنت روسيا ضم الأراضي التي تحتلها واستدعت مئات الآلاف من جنود الاحتياط. 

وسيكون الشتاء الأول في الحرب الآن اختباراً لمعرفة ما إذا كان بإمكان أوكرانيا المضي قدماً في معركتها لاستعادة الأراضي، أو ما إذا كان بإمكان القادة الروس مواصلة الإمدادات لقوات الغزو وإيجاد طريقة لوقف زخم كييف.

ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي، تشن روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، أسفرت عن ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.​​​​​

تحميل المزيد