قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أبلغت الكونغرس يوم الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أنها عيَّنت هادي عمرو ممثلاً خاصاً للشؤون الفلسطينية، ما يُعد مؤشراً على رفع أمريكا لمستوى علاقاتها مع السلطة الفلسطينية، بحسب ما ذكره موقع Axios الأمريكي.
تأتي أهمية هذه الخطوة لكونها أول مرة تُنشئ فيها الولايات المتحدة منصباً في وزارة الخارجية يختص بالمسؤولية عن الشؤون الفلسطينية، كذلك تُعد هذه الخطوة ترقية لعمرو، الذي كان يشغل خلال العامين الماضيين منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإسرائيلية- الفلسطينية.
موقع Axios نقل عن المسؤول البارز في الخارجية الأمريكية -لم يذكر اسمه- قوله إن عمرو سيعمل تحت إشراف مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، بابرا آي ليف، وأشار إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين في مكتب الشؤون الفلسطينية الأمريكي في القدس سيعملون عن قرب واتصال مباشر بالممثل الخاص.
أضاف المسؤول أن "الممثل الخاص للشؤون الفلسطينية في واشنطن سيتعامل عن كثب مع الفلسطينيين وقيادتهم، وبالتعاون مع سفير الولايات المتحدة في إسرائيل [توماس] نايدز وفريقه، سيستمر في التواصل مع إسرائيل بشأن القضايا المتعلقة بالفلسطينيين".
من جانبهم، قال مسؤولان أمريكيان ومسؤول فلسطيني للموقع الأمريكي إن هذه الخطوة قيد الإعداد منذ عدة أشهر، ونقل الموقع عن مصدر فلسطيني -لم يسمّه- قوله إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كان لديه تحفظات على الأمر في البداية، لكن السلطة الفلسطينية وافقت على القرار خلال الأسابيع الأخيرة وأبلغت الإدارة الأمريكية أنها ستتعاون مع عمرو في المنصب الجديد.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أبلغت الحكومةَ الإسرائيلية المنتهية ولايتها بهذه الخطوة، وأطلعت رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو على الخطوة مقدماً، بحسب المسؤول الأمريكي.
لفت المسؤول أيضاً إلى أن إنشاء المنصب الجديد يهدف لرفع مستوى العلاقات الأمريكية – الفلسطينية وتعزيز التمثيل الدبلوماسي قدر الإمكان؛ لأن القنصلية الأمريكية في القدس، والتي كانت بمنزلة البعثة الدبلوماسية الأمريكية لشؤون الفلسطينيين، لم تُفتح بعد.
في هذا الصدد، ذكر المسؤول الأمريكي أن الرئيس بايدن "أكد للمسؤولين في إسرائيل والسلطة الفلسطينية أن الإدارة الأمريكية لا تزال متمسكة بإعادة فتح القنصلية العامة في القدس، وبالرؤية القائمة على حل الدولتين".
من جانب آخر، قال مارتن إنديك، المبعوث الأمريكي الخاص السابق للسلام الإسرائيلي الفلسطيني، لموقع Axios، إن "هذه الخطوة بادرة إشارة إلى الفلسطينيين بأن الولايات المتحدة لا تزال مهتمة بهم، لا سيما في وقت ما زالت فيه قنصلية القدس مغلقة ولا يوجد مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن منذ إغلاقه في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018".
أضاف إنديك أنه "بالنظر إلى أن عمرو معروف وموثوق به لدى وزير الخارجية الأمريكي وغيره من كبار المسؤولين، فسيُتاح له إمكانية الوصول إلى أعلى مستويات صنع القرار والتأثير فيه".
كذلك أكد إنديك أن هذه الخطوة تأتي لرفع مستوى العلاقات في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تدهوراً كبيراً، وقال إن "التحدي الأبرز لعمرو هو تعزيز استقرار السلطة الفلسطينية وتشجيعها على إجراء إصلاحات جادة؛ لأن من دونها ستزداد صعوبة إدارة الأمور في الضفة الغربية".