موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات حول قصفٍ استهدف “زابوريجيا”.. الوكالة الذرية: أوكرانيا نجت من كارثة نووية

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/21 الساعة 22:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/21 الساعة 23:07 بتوقيت غرينتش
مدرعة روسية أمام محطة زابوريجيا الأوكرانية/رويترز

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، الإثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن أوكرانيا نجت من كارثة خلال قتال وقع في مطلع الأسبوع، عند أكبر محطة للطاقة النووية بأوروبا، استُخدم فيه وابل من القذائف، سقط بعضها بالقرب من مفاعلات وألحق أضراراً بمبنى لتخزين النفايات المشعة.

وتبادلت روسيا وأوكرانيا، الإثنين، الاتهامات بالمسؤولية عما لا يقل عن 12 انفجاراً قرب محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية، التي تخضع للسيطرة الروسية منذ الأيام الأولى لغزو البلاد في 24 فبراير/شباط.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى ضمان الحماية من "التخريب الروسي" للمنشآت النووية. وقال الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة النووية الروسية التي تديرها الدولة (روس أتوم)، إنه ناقش القصف الذي وقع الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني، مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن هناك مخاطر من وقوع حادث نووي.

جاء الهجوم في الوقت الذي اندلعت فيه المعارك شرقاً بعد تحركات القوات الروسية في منطقة دونباس الصناعية من محيط خيرسون التي استعادتها القوات الأوكرانية بجنوب البلاد في الآونة الأخيرة.

وقال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن من أطلق النار على المحطة "يخاطر بشدة، ويقامر بأرواح كثير من الناس".

وتفقَّد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموقع اليوم، وقالت الوكالة إنهم اكتشفوا خلال جولتهم أضراراً واسعة النطاق لكن دون الإضرار بالأنظمة الأساسية للمحطة.

أضافت الوكالة في بيان صدر مساء الإثنين: "تمكنوا من تأكيد أنه، على الرغم من شدة القصف، بقيت المعدات الرئيسية سليمة، ولا توجد مخاوف فورية تتعلق بالسلامة أو الأمن النووي".

ولم يتسن لـ"رويترز" حتى الآن تحديد الطرف المسؤول عن القصف. كما أصابت الهجمات أيضاً بركة للتبريد وكابلاً لأحد المفاعلات وجسراً إلى مفاعل آخر، وفقاً لفريق تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية على الأرض استند إلى معلومات قدمتها إدارة المحطة.

وقال جروسي في بيان، في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد: "كنا محظوظين لعدم وقوع حادث نووي قد يكون خطيراً. في المرة المقبلة ربما لا نكون محظوظين إلى هذه الدرجة". وأضاف: "نتحدث عن أمتار وليس كيلومترات".

وأثار القصف المتكرر للمحطة خلال الحرب مخاوف من وقوع كارثة خطيرة في البلاد التي عانت من أسوأ حادث نووي في العالم، وهو انفجار بمحطة تشرنوبيل عام 1986.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مستويات الإشعاع لا تزال طبيعية، ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وقال جروسي إنه بينما لم يكن هناك تأثير مباشر على أنظمة الأمن والسلامة النووية، "فقد كان القصف قريباً بشكل خطير".

محطة زابوريجيا النووية كارثة نووية أكبر محطة للطاقة النووية كارثة تشيرنوبل للمحطة النووية الأوكرانية
خارطة المفاعلات النووية في أوكرانيا، حيث يستمر الاجتياح الروسي للبلاد ويتركز في المناطق الشرقية والجنوبية – عربي بوست

استهداف واسع للطاقة بأوكرانيا 

شمل رد روسيا على انتكاساتها العسكرية في الأسابيع الماضية إطلاق وابل من الضربات الصاروخية، العديد منها على منشآت الطاقة، مما تسبب في انقطاع الكهرباء عن معظم أنحاء البلاد مع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وقال زيلينسكي إن الصواريخ الروسية عطلت نصف طاقة إنتاج الكهرباء في البلاد.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن جروسي تحدث إلى زعماء العالم وأكد لهم الحاجة إلى إنشاء منطقة حماية، من أجل السلامة والأمن النووي حول زابوريجيا.

فيما أفادت وكالة إنترفاكس للأنباء بأن أليكسي ليخاتشيف الرئيس التنفيذي لـ"روس أتوم"، قال إن الوكالة النووية الروسية أجرت مفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "طوال الليل".

وتسيطر "روس أتوم" على المنشأة من خلال شركة تابعة لها منذ أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين، في أكتوبر/تشرين الأول، بالاستيلاء رسمياً على المحطة ونقل الموظفين الأوكرانيين إلى كيان روسي. وتقول كييف إنَّ نقل الأصول يصل إلى حد السرقة.

وتسيطر كييف على الأراضي الواقعة قبالة محطة زابوريجيا على الضفة الأخرى من نهر دنيبرو.

فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا أطلقت النار على خطوط الكهرباء التي تزود المحطة. وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية "إنرجو أتوم"، إن الجيش الروسي قصف الموقع واتهمته بالابتزاز النووي والقيام بأعمال "تعرّض العالم كله للخطر".

معارك عنيفة بشرق أوكرانيا 

وانسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا قبل عشرة أيام، في واحدة من أكبر الانتكاسات بعد خروجها من إقليم خاركيف بالشمال الشرقي في سبتمبر/أيلول، وإبعادها عن العاصمة كييف في أبريل/نيسان.

وتعمل موسكو على تعزيز المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها، وتضغط بحملة على امتداد خط المواجهة غربي مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها وكلاؤها منذ عام 2014.

فيما قال الجيش الأوكراني، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، إن القوات الروسية حاولت إحراز تقدُّم حول باخموت وأفدييفكا في دونيتسك وقصفت بلدات قريبة.

وقال المستشار الرئاسي الأوكراني، ميخايلو بودولياك، إن روسيا تقصف خيرسون عبر نهر دنيبرو.

وكتب على تويتر: "لا يوجد منطق عسكري: يريدون فقط الانتقام من السكان المحليين. هذه جريمة حرب كبرى". وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمداً فيما تسميه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا.

وقال مكتب المدعي العام الأوكراني، الإثنين، إن الشرطة وممثلي الادعاء حددوا أربعة أماكن في خيرسون يشتبهون في أن القوات الروسية عذَّبت فيها أناساً قبل أن تغادر المدينة. وتنفي موسكو ارتكاب قواتها انتهاكات في المناطق التي تحتلها.

تحميل المزيد