واشنطن بوست: طهران تتفق مع روسيا على إنتاج مئات المسيّرات الإيرانية لاستخدامها في أوكرانيا

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/20 الساعة 10:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/20 الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش
طائرة شاهد المسيّرة الإيرانية - رويترز

قالت صحيفة Washington Post، السبت، 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن معلومات استخباراتية حديثة، اطلعت عليها وكالات أمنية أمريكية وغربية، كشفت أن موسكو توصلت إلى اتفاق غير معلن مع طهران، لبدء تصنيع مئات من الطائرات المسيّرة الإيرانية على الأراضي الروسية.

الصحيفة نقلت عن 3 مسؤولين غربيين مطلعين على الأمر – ولم تذكر أسماءهم – قولهم إن المسؤولين الروس والإيرانيين أتمَّوا وضع التفاصيل الأخيرة للاتفاق خلال اجتماع عُقد في إيران أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2022. 

أشارت المصادر إلى أن البلدين شرعا في التحرك بسرعة لنقل التصميمات والمكونات الرئيسية إلى روسيا، ما قد يُمكِّنهم من بدء الإنتاج في غضون أشهر.

الصحيفة أفادت بأن مسؤولين أمنيين من دولتين راقبتا الأمر، ذكروا أن الاجتماع شارك فيه فريق من مفاوضي قطاع الصناعات العسكرية الروسية، الذين سافروا إلى طهران لإتمام التفاصيل اللوجستية. 

كانت وسائل إعلام روسية وإيرانية قد ذكرت أن وفداً آخر برئاسة نيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن الروسي، سافر إلى طهران في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لمناقشة عدة موضوعات، منها العقوبات الاقتصادية و"التدخلات الغربية" في شؤون حكومتي البلدين.

مسؤولون غربيون رأوا أن إكمال هذا الاتفاق يعني تقوية إضافية للتحالف الروسي الإيراني، الذي أسهم بالفعل في مساندة حاسمة للحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا. في حال حصلت موسكو على خط تجميع خاص بها للمسيّرات الإيرانية، فإنها ستكون قادرة على تعزيز مخزونها من الطائرات المسيرة، والاستفادة من مزاياها التي أثرت في معارك روسيا ضد أوكرانيا بالأسابيع الأخيرة، إذ تتسم هذه المسيّرات بانخفاض تكلفتها، مقارنة بغيرها، إضافة إلى قدرتها شديدة التدمير.

يأتي هذا فيما يزعم مسؤولون استخباراتيون غربيون أن روسيا نشرت أكثر من 400 طائرة مسيرة هجومية إيرانية الصنع ضد أوكرانيا منذ أغسطس/آب 2022، واستُخدمت طائرات كثيرة منها في استهداف مرافق البنية التحتية المدنية لأوكرانيا، مثل محطات الطاقة.

إلى جانب أن هذا الاتفاق لو تم سيؤدي إلى سد حاجة موسكو الملحة للذخائر دقيقة التوجيه، فإن الاتفاق سيعود أيضاً بفوائد اقتصادية وسياسية كبيرة على إيران، بحسب ما قاله مسؤولون غربيون. 

كانت إيران قد سعت لتقديم نفسها في صورة الطرف المحايد في الصراع الأوكراني، إلا أن ظهور الطائرات الإيرانية فوق المدن الأوكرانية استدعى تهديدات غربية بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية. 

في هذا السياق، نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين غربيين قولهم إن إيران ربما تظن أن بإمكانها تجنب عقوبات جديدة، إذا جرت عمليات تجميع هذه الطائرات في روسيا.

تُشير الصحيفة إلى أن دولاً عدة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) اطلعت على هذه المعلومات الاستخباراتية، لكن المسؤولين الحكوميين رفضوا مناقشة التفاصيل، فيما أبدى البيت الأبيض امتناعه عن التعليق على ما ورد في التقرير بخصوص الاتفاق. 

مع ذلك، قال أدريان واتسون، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في تصريح لصحيفة The Washington Post: "يمكن لإيران وروسيا أن يكذبا على العالم، لكن الحقائق عصية على الإخفاء: طهران تساعد روسيا في قتل المدنيين الأوكرانيين بتوفيرها الأسلحة لموسكو ومساعدتها في عملياتها العسكرية. إنه دليل آخر على شدة عزلة البلدين".

وأضاف واتسون: "تسعى الولايات المتحدة -مع حلفائها وشركائها- بكل الوسائل لفضح تزويد إيران لروسيا بهذه الذخائر وردعها عن ذلك". 

من جهتها، رفضت بعثة إيران في الأمم المتحدة الرد على ما جاء في تقرير الصحيفة الأمريكية بخصوص اتفاق الطائرات المسيرة، لكن متحدثاً باسم البعثة أقر بأن إيران وروسيا "عملتا على الحفاظ على التعاون العسكري والعلمي والبحثي بينهما، وهو تعاون قائم قبل أن يبدأ الصراع في أوكرانيا".

كانت إيران قد اعترفت لأول مرة، السبت، 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بأنها زودت روسيا بطائرات مسيّرة، لكن "قبل الحرب في أوكرانيا"، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز عن وزير خارجية طهران، أمير عبد اللهيان.

في الأسابيع القليلة الماضية، أبلغت أوكرانيا عن تصاعد في هجمات الطائرات المسيّرة على البنية التحتية المدنية، لا سيما استهداف محطات الطاقة والسدود، باستخدام طائرات شاهد-136 إيرانية الصنع.

يُذكر أن الاتحاد الأوروبي وافق، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، على عقوبات جديدة على إيران بسبب تسليم طائرات مسيّرة لروسيا، بينما فرضت بريطانيا عقوبات على 3 شخصيات عسكرية إيرانية وشركة دفاعية لتزويدها روسيا بطائرات مسيّرة لمهاجمة أهداف مدنية، وأهداف تتعلق بالبنية التحتية في أوكرانيا.

تحميل المزيد