انتقد خبراء بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الإجراءات التي اتخذتها مصر في مؤتمر شرم الشيخ للمناخ، إذ أعربوا عن قلقهم من تضييق السلطات على النشطاء والضيوف الذين حضروا القمة، وحثوا السلطات المصرية على ضمان سلامتهم ومشاركتهم الكاملة، وفقاً لما نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
كما أكد الخبراء أن نشطاء المناخ والمجتمع المدني تعرضوا للترهيب والمضايقة والمراقبة، خلال القمة التي استمرت أسبوعين، وأضافوا أن الخبراء تلقوا تقارير عن تعرض نشطاء لاستجواب بأسئلة تطفلية في المطار عند دخولهم الأراضي المصرية، ما أثار المخاوف من أن المعلومات التي تم جمعها حول أنشطة منظمات المجتمع المدني خلال COP27 يمكن أن يساء استخدامها، وقال الخبراء إن مدافعاً عن حقوق الإنسان كان من المقرر أن يحضر COP27 مُنع من دخول البلاد.
وتابعوا في بيان لهم: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء ما ورد من أعمال مضايقة وترهيب من قبل المسؤولين المصريين، وانتهاك حقوق المدافعين عن حقوق الإنسان والمدافعين عن البيئة في COP27، من المصريين وغير المصريين، بما في ذلك حقهم في التجمع السلمي والتعبير والمشاركة الفعّالة".
وأضاف البيان: "ندعو مصر إلى الإنهاء الفوري للمضايقات والترهيب، لضمان الحق في المشاركة وحرية التعبير والتجمع السلمي في COP27، والامتناع عن الأعمال الانتقامية ضد المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان وممثلي الشعوب الأصلية الذين حضروا COP27".
كما أعلن الخبراء تواصلهم مع الحكومة المصرية وأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، لبحث هذه المسألة، والخبراء هم ماري لولور، المقررة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، وكليمان نياليتوسي فولي، المقرر الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، وفيونوالا ني أولين، المقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب، وديفيد بويد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان والبيئة.
تحقيق أممي عن مصر
ويأتي هذا بعد أن كشفت الأمم المتحدة في وقت سابق أنها تحقق في مزاعم تتهم ضباط الشرطة المصرية، المكلفين بحراسة قمة المناخ الدولية بسوء التصرف، بعد اتهامهم بـ"التجسس" على المشاركين في قمة المناخ التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية، بحسب ما ذكرته وكالة Associated Press الأمريكية.
وجاء الاتهام بعد انتشار مزاعم بأن الشرطة التقطت صوراً ومقاطع فيديو للحاضرين في الجناح الألماني لقمة كوب 27، بعدما استضافت ألمانيا فعالية هناك مع شقيقة الناشط المصري المنادي بالديمقراطية، علاء عبد الفتاح، الذي يحمل أيضاً الجنسية البريطانية.
فيما أكد مكتب المناخ التابع للأمم المتحدة لوكالة أسوشيتد برس، أن بعض ضباط الأمن العاملين في هذا الجزء من المكان المخصص للأمم المتحدة ينتمون إلى الدولة المضيفة، مصر.
كما قال إن هذا يرجع إلى "نطاق وصعوبة توفير الأمن في مؤتمر كبير" مثل محادثات المناخ كوب 27. وأضاف أن عملهم يجري "تحت إشراف عمليات إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن (UN DSS)".
أضاف أن "ضباط الأمن المكلفين بحراسة المؤتمر، الذين وفرتهم الدولة المضيفة من الشرطة الوطنية، مهمتهم المساعدة في تحصين المكان وضمان سلامة وأمن جميع المشاركين".
فيما قال مكتب المناخ لوكالة Associated Press: "إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن بلغتها مزاعم انتهاكات قانون السلوك، وهي تحقق في هذه البلاغات".
ويشار إلى أنه تم تمديد القمة بسبب خلافات داخلية بشأن التمويل، حيث كان من المقرر أن تنتهي الجمعة، وأن يتم إصدار البيان الختامي والقرارات والتوصيات، بعد انطلاق مفاوضات بين الأطراف المشاركة بشأنها منذ نحو أسبوعين.