في تصريح هو الأول من نوعه، كشف المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إغنات، لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن الصاروخ الذي وقع في بولندا قد يكون مصدره أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، في وقت نفت كييف تورطها بالهجوم، واتهم الرئيس زيلينسكي موسكو باستهداف وارسو.
المسؤول بالجيش الأوكراني كشف للصحيفة الأمريكية تفاصيل معركة عنيفة جرت بالقرب من الحدود البولندية غرب أوكرانيا، عقب إطلاق روسيا ما لا يقل عن 20 صاروخاً خلال دقائق قليلة، لترد عليها الدفاعات الجوية الأوكرانية بثلاثين قذيفة.
وأضاف أن الهجوم كان الأكبر من نوعه، حيث أطلقت روسيا إجمالي 96 صاروخاً، تم إسقاط 77 منها، وأضاف أن الصواريخ التي سقطت على بولندا يمكن أن تكون نتيجة الدفاع الأوكراني، خلال هذه المعركة.
الناتو يستبعد تورط روسيا
وفي وقت سابق قال حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إن نتائج التحقيق الأولية تُظهر أن الصاروخ الذي سقط على بولندا من المرجح أنه أُطلق من نظام دفاع جوي أوكراني ضد صاروخ روسي، كما رجّحت بولندا هذا الاحتمال أيضاً.
ستولتنبرغ أشار إلى أن التحقيقات مستمرة حول الحادثة، وأكد ضرورة انتظار نتائجها، موضحاً أن سقوط الصاروخ على الأراضي البولندية جاء عقب موجة هجوم صاروخي واسعة من قِبل روسيا، ضد العديد من المناطق الأوكرانية.
أكد ستولتنبرغ أنه لا توجد مؤشرات على أن الصاروخ الذي سقط على الأراضي البولندية، هو "اعتداء متعمد"، وأفاد بأن النتائج الأولية تُظهر أن الصاروخ الذي سقط على بولندا أُطلق من نظام الدفاع الجوي الأوكراني ضد صاروخ كروز روسي.
أضاف ستولتنبرغ أن هذا الأمر "ليس خطأً أوكرانياً"، مشدداً على مواصلة "الناتو" دعم كييف.
كان مسؤولون بولنديون وأمريكيون قد أعلنوا في البداية عن مقتل شخصين، إثر "سقوط صاروخين روسيين طائشين داخل الحدود البولندية، على مقربة من الحدود مع أوكرانيا".
عقب ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه لم يتم توجيه أية ضربات ضد أهداف قرب الحدود الأوكرانيةـ البولندية، واعتبرت الوزارة أن الحديث عن سقوط صواريخ روسية في بولندا يعد "استفزازاً متعمداً بهدف التصعيد".
تفسير بولندا للحادثة
من جهته، قال الرئيس البولندي، أندريه دودا، إن الصاروخ الذي سقط في بولندا من المحتمل أن يكون من طراز إس-300، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
دودا أضاف أنه من خلال "المعلومات التي لدينا ولدى حلفائنا، كان صاروخاً من طراز إس-300 السوفييتي الصنع، وهو صاروخ قديم، ولا يوجد دليل على إطلاقه من الجانب الروسي"، وتابع: "ومن المحتمل جداً أن تكون منظومة دفاعية أوكرانية مضادة للطائرات أطلقته".
كما أشار دودا إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الضربة الصاروخية التي وقعت في جنوب شرق بولندا كانت تستهدف البلاد، مضيفاً في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء، ماتيوش مورافيتسكي: "لا يوجد ما يشير إلى أنه كان هجوماً متعمداً على بولندا".
كذلك أكد دودا أنه ليس لدى بلاده دليل على أن الصاروخ أُطلق من الجانب الروسي، وقال: "هناك احتمال كبير أن يكون الصاروخ قد استخدم من جانب قوات الدفاع الأوكرانية".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.