قالت وكالة الأناضول، الجمعة، 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إنها حصلت على إفادات لـ6 من المشتبه بهم في قضية التفجير الذي ضرب شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم في إسطنبول، من أصل 17 أحيلوا للقضاء، وصدر أمر بحبسهم وبينهم منفّذة التفجير، أحلام البشير.
لدى استجواب أحدهم، ويدعى عمار جركس، في محكمة صلح الجزاء المناوبة الثالثة في إسطنبول، نفى معرفته بالمدعو بلال حسن، الذي رافق منفّذة التفجير حينما دخلت إلى تركيا. وأضاف أن يعمل سائق سيارة أجرة غير مرخصة، لافتاً إلى أن شخصاً يُدعى خليل منجي، مقيماً في مدينة القامشلي السورية، طلب منه نقل أحلام البشير.
وأضاف "طُلب مني نقلها دون أن أدري أي شيء، والمكان الذي قُبض عليّ فيه هو منزل جارنا". مشيراً إلى أنه "عندما كنا في ذلك المنزل أردنا إبلاغ الشرطة عندما شاهدنا صورتها، لكن الشرطة جاءت قبل أن نقوم بالإبلاغ".
الشرطة جاءت قبل أن نُبلغها!
بدوره، قال المشتبه به محمود حاسو، إنه جاء حديثاً إلى تركيا، وعندما كانوا في المنزل، الذي ألقي القبض فيه على أحلام، جاءت المشتبه بها خديجة الكردي برفقة فتاة ذات بشرة سمراء، وأن قريبه سأل مَن تكون؟ فأجابت الكردي: "أحضرها ابني أحمد، ستذهب إلى خارج البلاد".
وزعم حاسو أنهم ذهبوا إلى المنزل المذكور لرؤية مولود امرأة تُدعى أمينة. وزعم أنه لم يكن يدرك أن الفتاة التي جاءت إلى المنزل هي من فجّرت القنبلة، وأنها كانت "ضيفة" ذلك المنزل ولم يتدخل هو في شيء، وفق الأناضول.
في الوقت ذاته، لفت حاسو إلى أنّ "عمار وبكار اتجها إلى المطبخ للحديث هناك بعد أن شاهدا بعض الأشياء في الهاتف، ومن ثم استدعيا زكريا محمد إلى الداخل".
وأضاف أنه بعد 10 دقائق سمع زكريا وهو يشتم، ويقول: "من تلك التي أحضرتموها إلى المنزل؟" وأنهم بدأوا يصرخون على بعض. وأشار إلى أن قريبه، بينما كان يهم بالخروج، وقف عند الباب، فيما قال هو "أعطوني الهاتف، سأتصل بالشرطة".
ولفت إلى أنه سمع عمار يقول "انظر ربما ليست هي"، ومن ثم جاءت الشرطة وطرقت الباب، وأن قريبه قال لهم "الفتاة هنا". وزعمت المشتبهتان بهما، هدير جركس وخديجة الكردي أنهما كانتا في المنزل الذي قبض فيه على أحلام البشير، بهدف رؤية المولود، فيما زعم المشتبهان بهما، محمد شيخو ومسعود حسو، أنهما وجدا في المنزل المذكور لفترة قصيرة لأخذ دواء.
حاولت التخفي بعد الهجوم
في السياق، أمرت المحكمة بحبس 9 مشتبه بهم على ذمة التحقيق. ولفتت المحكمة إلى أن المشتبه به أحمد جركس نقل أحلام البشير من منطقة أسنلر إلى حي كناريا في منطقة كوتشوك تشكمجة، بهدف إخفائها، وأن جركس كان يتحرك مع البشير، منفّذة التفجير.
وأشارت المحكمة إلى ضبط كل من المشتبه بهم عمار جركس، وهدير جركس، ومحمود حاسو، ومحمد شيزو، وزكريا محمد شموني، وبكار جركس وخديجة الكردي ومسعود حاسو، مع أحلام البشير، في نفس المنزل بحي كناريا بمنطقة كوتشوك تشكمجة، ويعتقد أنهم "شركاء" في الجريمة.
كما لفتت المحكمة إلى أن المشتبه به زكريا محمد شموني، تواصل مع مشتبه آخر موقوف في نفس القضية، عبر تطبيق واتساب، وأن عمار جركس نقل بلال حسن، الذي كان يتحرك مع البشير، إلى أدرنة بسيارة، كي يهرب من هناك، وأنه تم العثور على مراسلات واتساب حول التفجير بحوزة جركس، وأنه أرسل لـ"البشير" مقطعاً صوتياً من أجل تغيير ملابسها.
استجوابُ العشرات وحبسُ بعضهم
من جانب آخر، أمرت محكمة صلح الجزاء المناوبة الرابعة بحبس المشتبه بهم الثمانية الآخرين، عقب استجوابهم. ونقلت السلطات التركية، الجمعة، مشتبه بهم في قضية تفجير شارع الاستقلال من ضمنهم الإرهابية أحلام البشير، إلى سجن مرمرة بإسطنبول، عقب خضوعهم مسحاً طبياً.
فيما أمرت محكمتا صلح الجزاء الثالثة والرابعة المناوبتان بإسطنبول، بحبس 17 مشتبهاً بهم على ذمة القضية المذكورة، بينهم الإرهابية أحلام البشير.
تجدر الإشارة إلى أن 29 نائباً عاماً في نيابة إسطنبول، تولوا استجواب 49 مشتبهاً بهم في قضية تفجير شارع الاستقلال عقب إتمام إجراءاتهم في مركز الشرطة.
وقرر النواب العامون إحالة 17 مشتبهاً إلى المحكمة، بينهم الإرهابية أحلام البشير، مع الطلب بحبسهم احتياطياً على ذمة القضية بتهمة "تقويض وحدة الدولة وسلامة الوطن" و"القتل العمد" و"محاولة القتل العمد" و"المساعدة على القتل عمداً".
كما أحال النواب العامون 3 مشتبهين في القضية إلى المحكمة، مع طلب إطلاق سراحهم شرط إبقائهم تحت الرقابة القضائية، فيما قرر النواب العامون ترحيل 29 مشتبهاً إلى خارج البلاد.
والإثنين، 14 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت مديرية الأمن العامة في إسطنبول، أن منفذة التفجير اعترفت أثناء التحقيق بانتمائها إلى تنظيم حزب العمال الكردستاني المصنّف إرهابياً. وذكر بيان مديرية الأمن أن البشير تلقّت تعليمات بتنفيذ العملية من مركز التنظيم الإرهابي في مدينة عين العرب السورية.