بعث رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، برسالة تهنئة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، أعرب خلالها عن تطلعه إلى استمرار التعاون، بحسب قناة "كان" العبرية الرسمية.
والأحد، حصل نتنياهو على تكليف من الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، بتشكيل الحكومة، إثر فوز معسكره (أحزاب من أقصى اليمين المتطرف) بانتخابات برلمانية أُجريت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحصد 64 مقعداً من أصل 120 بالكنيست (البرلمان).
وقال البرهان، في رسالته إلى نتنياهو وفق قناة "كان": "أهنئكم بفوزكم في الانتخابات، وأتطلع إلى استمرار تعاوننا من أجل تعزيز العلاقات في جميع المجالات لصالح مواطني البلدين".
وحتى الساعة الـ16:00 بتوقيت غرينتش لم تصدر إفادة من السلطات السودانية بشأن هذه التهنئة.
وأواخر عام 2020، أعلنت إسرائيل والسودان قرارهما تطبيع العلاقات بينهما بعد تعهد إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، بإزالة اسم السودان من قائمة ما تعتبرها واشنطن "دولاً راعية للإرهاب"، وتقديم مساعدات للخرطوم.
وتضع السلطة العسكرية في السودان بقيادة قائد الجيش، البرهان، بند التطبيع مع إسرائيل كواحد من أهم ما بأجندتهم بعد استيلائهم على السلطة في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض الأخير إجراءات استثنائية، بينها إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.
وأشار البرهان في أول مؤتمر صحفي بعد تنفيذ الانقلاب، إلى تأكيد الرؤية السابقة حول التطبيع مع إسرائيل كمدخل للانفتاح مع العالم، موضحاً أن "بعض الأحزاب العقائدية في حكومة رئيس الوزراء (عبد الله حمدوك) هي التي أعاقت المضي قدماً في إكمال حلقات التطبيع".
وكان البرهان قد دشن بنفسه أولى خطوات التطبيع، حينما التقى بمدينة عنتابي الأوغندية في فبراير/شباط 2020، رئيس الحكومة الإسرائيلية حينها، بنيامين نتنياهو، في خطوة وجدت معارضة من حكومة حمدوك، التي رأت وقتها أن البرهان يتجاوز صلاحياته السيادية، ويتغول على صلاحيات الحكومة التنفيذية.
وتؤشر التطورات الأخيرة إلى أن رغبة البرهان في إكمال التطبيع مع إسرائيل ستكون أكثر إلحاحاً خلال فترة حكومة نتنياهو المقبلة، خصوصاً مع زيادة العزلة الدولية التي تواجهها السلطة في السودان الآن من المجتمع الدولي والإقليمي، وذلك اعتقاداً منهم أن إسرائيل ستفك تلك العزلة الدولية التي يواجهونها.