ألقت السلطات البريطانية القبض على امرأتين، شاركتا في احتجاج صباح السبت، 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وتضمن رش "كاتشب الطماطم" على تمثال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، آرثر بلفور في مجلس العموم البريطاني، احتجاجاً على وعده بـ"إقامة دولة إسرائيل".
المحتجتان المنتميتان إلى حركة "أكشن فلسطين" Palestine Action البريطانية، المناصرة للقضية الفلسطينية، تظاهرتا بأنهما سائحتان للحصول على تذكرتين سياحيتين، ودخلتا للاحتجاج في قاعة نواب مجلس العموم البريطاني بقصر وستمنستر بالعاصمة البريطانية لندن، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
استهدف الاحتجاج تمثال بلفور، الذي كان وزير خارجية بريطانيا عند التوقيع على "وعد بلفور"، وهي الوثيقة التي وُقعت عام 1917، وتعهدت بريطانيا فيها بمساندة مساعي إقامة "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين.
عمدت المحتجتان إلى رشِّ كاتشب الطماطم الأحمر، رمزاً إلى الدم، على تمثال بلفور، وقالت إحدهما: "لقد عانى الفلسطينيون الأمرَّين طيلة 105 أعوام بسبب هذا الرجل، اللورد بلفور؛ فقد تنازل عن وطنهم، ولم يكن ملكاً له من الأصل ليعطيه".
لصقت المتظاهرتان نفسيهما بالتمثال بعد رش الكاتشب، ورفعتا علماً فلسطينياً صغيراً، وهتفتا: "فلسطين حرة"، قبل أن يتم اعتقالهما.
من جانبها، قالت شرطة العاصمة البريطانية: "تلقينا بلاغاً في الساعة 11:20 من صباح السبت، 12 نوفمبر/تشرين الثاني، بأن امرأتين دخلتا إلى مبنى البرلمان بتذكرتين سياحيتين. وألصقتا نفسيهما بتمثال في قاعة نواب مجلس العموم، ورشَّتا الكاتشب الأحمر على التمثال والجدار".
ألقت الشرطة القبض على السيدتين بدعوى الضرر الجنائي، واقتادتهما إلى مركز للشرطة في لندن، وصدر قرار باحتجازهما فيه مساء السبت، 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
"وعد بلفور"، هو الاسم الشائع المُطلق على الرسالة التي بعثها بلفور، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى أن حكومته ستبذل غاية جهدها لإنشاء وطن لليهود بفلسطين.
ويطالب الفلسطينيون رسمياً وشعبياً، بريطانيا بالاعتذار عن هذا الوعد، الذي مهّد لإقامة "دولة إسرائيل" على أرض فلسطين التاريخية، كما يطالبون لندن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وكتب بلفور نص وعده: "عزيزي اللورد روتشيلد، يسرني أن أبلِّغك، نيابة عن حكومة جلالة الملكة، التصريح التالي، بالتعاطف مع تطلعات اليهود الصهيونية، وقد عُرِض على الوزارة وأقرَّته: إنَّ حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف لتأسيس وطنٍ قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جلَّ جهودها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهَم جلياً أنه لن يُؤتى بعملٍ من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتَّع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة بالفعل الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتَّع به اليهود في البلدان الأخرى".
يختم بلفور رسالته بالقول: "وسأكون ممتناً إذا ما أحطتُم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح. المخلص آرثر بلفور".