أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية، السبت 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بأن القضاء وجه اتهامات إلى 11 شخصاً في قضية مقتل أحد أفراد قوة الباسيج الأمنية خلال الاضطرابات التي تشهدها البلاد، فيما تسعى السلطات إلى إخماد احتجاجات مستمرة منذ تسعة أسابيع، وفق رويترز.
في الوقت ذاته، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) إن بعض المتهمين، وهم عشرة رجال وامرأة واحدة، يواجهون تهمة "الإفساد في الأرض" التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى الإعدام، لارتكابهم جرائم أدت إلى مقتل فرد من قوات الباسيج التطوعية الموالية للحكومة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في مدينة كرج بالقرب من طهران.
وتشكل الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاماً) بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق بسبب "ملابسها غير اللائقة" أحد أجرأ التحديات التي تواجه الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979. إذ شاركت النساء بشكل بارز في الاحتجاجات، ولوحت بعضهن بالحجاب وأحرقنه.
امتناع عن ترديد النشيد الوطني
من جانب آخر، نشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنها تظهر منتخب كرة السلة الوطني وقد امتنع عن ترديد النشيد الوطني خلال مباراة مع الصين في طهران، الجمعة 11 الشهر الحالي، فيما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه علامة أخرى على دعم الرياضيين للاحتجاجات، حسب رويترز.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، نشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لفريق كرة الماء الإيراني وهو يمتنع عن ترديد النشيد الوطني أثناء المشاركة في بطولة في تايلاند.
في السياق ذاته، قالت لاعبة القوس والسهم الإيرانية بارميدا قاسمي إنها لم تلحظ سقوط حجابها من على رأسها خلال مراسم لتوزيع الجوائز في طهران، بعد أن بدت في مقطع مصور وكأنها سمحت بسقوط حجابها، في لقطة فُسرت على نطاق واسع على أنها لفتة لإظهار دعمها للاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وقوبل ما قالته بعدم تصديق على مواقع التواصل الاجتماعي.
انتقادات أممية
بدورها، قالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن 336 محتجاً قتلوا في الاضطرابات حتى الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني، بينهم 52 قاصراً. مضيفة أن 39 فرداً من قوات الأمن قتلوا أيضاً، فيما تم اعتقال ما يقرب من 15100.
لكن الحكومة الإيرانية أدانت الاحتجاجات ووصفتها بأنها أعمال شغب أثارها خصوم من بينهم الولايات المتحدة، وقالت إن "جماعات انفصالية" مسلحة تقف وراء أعمال العنف.
في المقابل، حثّ خبراء في الأمم المتحدة إيران على "وقف استخدام عقوبة الإعدام كأداة للقضاء على الاحتجاجات"، مشيرين إلى توجيه تهم تعاقب بالإعدام إلى ثمانية في طهران يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول.
يشار إلى أن إيرانيين من جميع فئات المجتمع شاركوا في الاحتجاجات، وشعر معارضون للحكومة "بالارتياح" لما اعتبروه سلسلة من مواقف إبداء الدعم من الرياضيين الإيرانيين.
"تكثيف الضغط"
على صعيد آخر، ذكرت وكالات الأنباء الإيرانية أن رجل دين بمدينة أروميه في شمال غرب البلاد، دعا خلال صلاة الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى "معاقبة" الرياضيين الذين امتنعوا عن ترديد النشيد الوطني.
يشار إلى أن الاحتجاجات تسببت في مزيد من التصدعات في علاقات إيران مع الدول الغربية التي فرضت عقوبات على منظمات وأفراد إيرانيين للضلوع في حملة القمع.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يؤيد فرض حزمة جديدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الجاري. مضيفاً في مقطع مصور نُشر على تويتر: "نريد مواصلة تكثيف الضغط على الحرس الثوري والقيادة السياسية".
وأضاف: "يوجد هنا في ألمانيا مئات الآلاف من المواطنين من أصول إيرانية يخافون على أقاربهم. إنهم فزعون وتنتابهم الشكوك بسبب ما يفعله نظام الملالي بالمتظاهرين. أنا مصدوم أيضاً من الصور التي تصل إلينا كل يوم".
في الوقت ذاته، قالت فرنسا، السبت 12 نوفمبر/تشرين الثاني إن من المرجح أن اثنين آخرين من مواطنيها احتُجزا في إيران، مما يرفع إجمالي عدد الفرنسيين المحتجزين هناك إلى سبعة.
ووجهت باريس انتقادات لاذعة إلى طهران في 6 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، متهمة إياها بارتكاب "ممارسات ديكتاتورية" واحتجاز عدد من مواطنيها رهائن بعد بث تسجيل مصور ظهر فيه فرنسيان (رجل وامرأة) يعترفان بالتجسس.