أدانت الولايات المتحدة الأمريكية، النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، والذي يُحتمل أن يكون وزيراً في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وذلك بسبب حضوره حفل تأبين تكريماً لحاخام يهودي متطرف، كان مصدر التحريض على هجمات مميتة ضد الفلسطينيين.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قال إنه من "المقيت" أن يحضر بن غفير الحدث السنوي، يوم الخميس 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، الذي أشاد فيه بن غفير بالحاخام بمائير كاهانا، المحرض ضد الفلسطينيين، والذي حُظِر حزبه السياسي بوصفه منظمة إرهابية في الولايات المتحدة وإسرائيل.
أضاف برايس في رده على سؤال حول حضور بن غفير للحدث، أنَّ "الاحتفال بإرث منظمة إرهابية أمر بغيض، نحن قلقون من استخدام نشطاء اليمين المتطرفين والعنيفين لإرث كاهانا وخطابه"، وفقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
كان بن غفير طالباً وتلميذاً لكاهانا، وأسس الحاخام المتشدد حركة كاخ عام 1971، وانتُخِب نائباً في البرلمان عام 1984، وحينها دعا علناً إلى الطرد الجماعي للفلسطينيين، وقُتِل في نيويورك عام 1990.
في سن السادسة عشرة انضم بن غفير إلى حركة "كاخ" ناشطاً، قبل أن تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، وتحظرها إسرائيل عام 1994، بعد أن قتل أحد أعضاء كاخ 29 مصلياً فلسطينياً، وجرح العشرات في المسجد الإبراهيمي في الخليل.
لم يكتفِ بن غفير بحضور حفل تكريم الحاخام، بل أشاد به أيضاً، وقال إنَّ أفكاره تدور حول "الحب"، بحسب تعبيره.
إضافة إلى ذلك، أشاد بكاهانا لعمله على "فتح الستار الحديدي ومحاربة معاداة السامية ضد اليهود في الولايات المتحدة، وتشريع عقوبة الإعدام للإرهابيين".
مع ذلك، لم يصل بن غفير إلى حد دعم آراء كاهانا العنصرية المعادية للعرب، ما قوبل بسخرية من الجماهير، وقال بن غفير خلال الحدث "ليس سراً أنني لست الحاخام كهانا، ولا أؤيد ترحيل كل العرب".
من جانبها، قالت صحيفة Haaretz إنَّ الحشود وجهت صيحات الاستهجان إليه لقوله ذلك، مع رد أحدهم "كل العرب"، وفي طريقه للخروج من الحدث قال بن غفير إنَّ الجماهير من حقها السخرية منه.
بن غفير وزير مُحتمل
يأتي هذا بينما أثار احتمال تولي بن غفير حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة مخاوف داخل إسرائيل وخارجها، وفي 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فاز تحالفه السياسي "الصهيونية الدينية"، بقيادة النائب اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بـ14 مقعداً؛ ما جعله ثالث أكبر كتلة في البرلمان المكون من 120 مقعداً.
إلى جانب الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، من المقرر أن تكون "الصهيونية الدينية" جزءاً من ائتلاف حكومي، بقيادة زعيم الليكود ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
يُرجح أن يتولى بن غفير وسموتريتش مناصب عليا في الحكومة الجديدة، حيث يطالب الاثنان بوزارتي الأمن العام والدفاع، على التوالي.
في هذا الصدد، نقل موقع Axios الأمريكي، الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، قولهم إنه من غير المرجح أن تتعامل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع بن غفير.
بحسب مصادر الموقع الأمريكي، فإن واشنطن أشارت إلى أنها ستعمل مع أي حكومة منتخبة في إسرائيل، لكنها لفتت إلى أنه قد تكون هنالك مشكلة في التعامل مع سياسيين محددين، لكنها لم تحددهم.
أضاف المسؤولون أن "إدارة بايدن قلقة بشكل أساسي بشأن بن غفير والخطاب العنصري" لحزبه، ومواقفه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والقدس.
كان بن غفير قد دعا في السابق إلى ترحيل المواطنين الفلسطينيين في المناطق التي تحتلها إسرائيل، إذ يُشكّلون ما يقرب من 20% من السكان، على الرغم من أنه تراجع في وقت لاحق عن تلك التعليقات.
كذلك، وفي أغسطس/آب 2022، صرح بن غفير بأنه يريد طرد السياسيين الذين يُعتبَرون "غير موالين" لإسرائيل، في إشارة إلى أعضاء البرلمان الذين يمثلون المواطنين الفلسطينيين والنواب الإسرائيليين ذوي الميول اليسارية.
كما تعهد بن غفير بتخفيف قواعد الاشتباك للشرطة، وقال إنه ينبغي السماح للجنود في الضفة الغربية المحتلة "بالرد"، إذا ألقى أحدهم حجارة وقنابل حارقة عليهم.
في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أيضاً، أشهر بن غفير سلاحه ضد سكان حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة.