بعد ظهور نتائج أولية في الانتخابات النصفية الأمريكية، رصد موقع صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، الخميس 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أبرز الرابحين والخاسرين سياسياً من النتائج المعلنة إلى حد الآن في مجلسَي النواب والشيوخ.
حسب الموقع الأمريكي، يقف الرئيس الأمريكي جو بايدن على رأس المنتصرين من هذه الانتخابات، بعد أن أظهرت النتائج الأولية أن أداء بايدن أفضل بكثير من آخر رئيسيين ديمقراطيين للولايات المتحدة، وهما باراك أوباما، وبيل كلينتون، خلال أول سنتين من فترة رئاستهما.
كان من المعقول للغاية أن يخسر حزب الرئيس 25 أو 30 مقعداً في مجلس النواب، ويتحول الحزب الديمقراطي أيضاً إلى أقلية واضحة في مجلس الشيوخ.
بايدن على رأس المنتصرين
كانت نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية سيُنظر إليها على أنها رفض علني لبايدن، مما يزيد من الضغط عليه في سعيه للترشح لولاية ثانية؛ لكن شيئاً من هذا لم يحدث بعد أن صدَّ الحزب الديمقراطي الموجة الحمراء التي كان الجمهوريون يتوقعونها في هذه الانتخابات.
حيث قال بايدن في مؤتمر صحفي من البيت الأبيض، الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني، إن "التوقعات بحصول موجة حمراء (فوز كبير للجمهوريين) لم تتحقق".
بالإضافة إلى الرئيس بايدن، كان حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، الفائز الجمهوري الأكبر في ليلة مخيِّبة للآمال بالنسبة للحزب الجمهوري، بحسب "ذا هيل".
كما أن انتصار ديسانتيس، في الانتخابات النصفية الأمريكية على منصب حاكم فلوريدا بفارق 20 نقطة عن منافسه الديمقراطي، شارلي كريست، يعزز فرص الحاكم الجمهوري في منافسة الرئيس السابق، دونالد ترامب، للترشح عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 2024، حسبما ذكر موقع "إن بي آر".
بينما سطع نجم ديسانتيس في أوساط اليمين السياسي بالولايات المتحدة، حتى بات ينظر إليه منذ فترة كمنافس جدي محتمل لترامب، منذ فترة، مع العلم أن أياً منهما لم يعلن رغبته في الترشح رسمياً.
كما برز اسم رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، على أنها من المنتصرين في هذه الانتخابات. ولا يزال من المتوقع أن يتحول الديمقراطيون إلى أقلية في مجلس النواب التي تتزعمه النائبة الديمقراطية بيلوسي، لكنَّ الديمقراطيين سيحتفظون بمقاعد أكثر مما كانوا يعتقدون قبل سباقات 8 نوفمبر/تشرين الثاني.
رغم احتمالية فوز الحزب الجمهوري بالأغلبية، فإن ذلك الانتصار سيكون بفارق ضئيل للغاية؛ مما يجعل من ترشيحات النائب، كيفن مكارثي، لرئاسة المجلس غير مؤكدة.
الخاسرون في الانتخابات النصفية الأمريكية
جاء الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أكبر الخاسرين في الانتخابات النصفية الأمريكية بعد خسارة أغلب المرشحين الذين دعمهم، حسبما ذكر "ذا هيل" الذي قال إن يوم الانتخابات شكَّل "ليلة حزينة" بالنسبة للملياردير الجمهوري.
حسب الموقع الأمريكي، لم يقتصر الأمر على خسارة المرشحين الذين دعمهم في عدد من الولايات مثل الطبيب محمد أوز، في منصب حاكم ولاية بنسلفانيا، لكن تلك النتائج تشير إلى تأثير ترامب "على اتجاه الحزب الجمهوري".
الرئيس السابق الذي وضع ثقله شخصياً في الحملة الانتخابية كان يحلم بانتصار ساحق للجمهوريين في الانتخابات النصفية الأمريكية قبل "إعلانه الكبير جداً" الذي وعد به الأسبوع المقبل، والذي قد يكون ترشيحه للانتخابات الرئاسية.
إذ قال ترامب، الأربعاء، على شبكته "Truth Social": "رغم أن انتخابات الأمس كانت مخيِّبة للآمال إلى حد ما من وجهة نظري الشخصية، فإنها شكلت انتصاراً كبيراً".
كما شكَّل الانتصار من جانب ديسانتيس الذي أعيد انتخابه حاكماً لفلوريدا، تهديداً حقيقياً لترامب بعد أن أصبح خصماً محتملاً للرئيس السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري؛ تمهيداً للانتخابات الرئاسية عام 2024.
فوز ديسانتيس الكبير يرسخ وضعه كنجم صاعد في الحزب الجمهوري. ومن الآن وصفته مقالة نشرتها "فوكس نيوز"، الأربعاء، بأنه "الزعيم الجديد للحزب الجمهوري".
بالإضافة إلى ترامب، كان النائب الديمقراطي، شون باتريك مالوني، واحداً من الخاسرين في هذه الانتخابات بعد فقدانه لمقعده في مجلس النواب.
كما خسر مالوني سباق إعادة انتخابه في مجلس النواب لحساب المرشح الجمهوري، مايك لولر، في المنطقة 17 بولاية نيويورك.
قال "ذا هيل" إن هذه الخسارة جعلت مالوني أحد أكثر الخاسرين الديمقراطيين شهرة الليلة الماضية. وخدم مالوني في الكونغرس لمدة 10 سنوات، لكن انتقاله "المثير للجدل" إلى منطقة جديدة بعد أن تمت إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية التي تم إجراؤها استناداً إلى إحصاء 2020، أدى لخسارته.