أقالت روسيا قائداً عسكرياً كبيراً في أوكرانيا، بعد أن طالته انتقادات من بعض كبار حلفاء الرئيس فلاديمير بوتين، تُحمّله مسؤولية الانسحاب الفوضوي الأخير في شمال شرقي أوكرانيا، الذي أبرز نقاط الضعف الروسية في ساحة القتال.
صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية قالت إن العقيد ألكسندر لابين، كان المسؤول عن المنطقة العسكرية المركزية، الأكبر في روسيا، وآخر قائد روسي لا يزال في منصبه، وسط غزو موسكو المتعثر، فيما لم يتضح إن كان قد تعرض للوقف أو عُزل من منصبه.
وكان الجنرال لابين، القائد الروسي لجزء من شمال شرقي أوكرانيا، استعادته قوات كييف في هجوم خاطف، في سبتمبر/أيلول.
مع نهاية الشهر الماضي، أفاد مراسلون عسكريون روس بأن القائد لابين، الذي حصل على وسام بطل روسيا، في يونيو/حزيران، قد أُقيل من منصبه بعد خسارته مدينة ليمان، شديدة الأهمية في إقليم دونباس الأوكراني، أمام قوات كييف، وذكرت وكالة الأنباء الروسية الحكومية تاس، الأسبوع الماضي، أن اللواء ألكسندر لينكوف، المرؤوس السابق في المنطقة العسكرية المركزية، قد عُين قائماً بأعمال القائد خلفاً للعقيد لابين، ولم تردّ وزارة الدفاع الروسية على طلب للتعليق.
فيما قال مسؤولون ومحللون غربيون إن هذا التغيير في القادة محاولة جديدة من جانب موسكو لإبعاد مسؤولية إخفاقات الحرب عن بوتين وكبار الضباط، وإلقائها على القادة الأقل رتبة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، بعد خسائر سابقة، أقالت روسيا قائد منطقتها العسكرية الشرقية، الكولونيل ألكسندر شايكو. وأقالت أيضاً الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الذي كان قائداً لكل القوات الروسية في أوكرانيا، مطلع هذا العام.
وتؤكد هذه الخطوة أيضاً النفوذ المتزايد لزعماء الحرب المقربين من بوتين، مثل الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، وزعيم شركة فاغنر للمرتزقة يفغيني بريغوجين، وكلاهما انتقد علناً الجنرال لابين بعد انسحاب قواته من بعض القرى والمدن التي استولت عليها روسيا بصعوبة في الأسابيع الماضية.
إذ كتب قديروف على قناته على تليغرام: "من الضروري أن نغير تكتيكاتنا وجنودنا الآن، وليس غداً". وقد أرسل كل من قديروف وبريغوجين قوات ضمن هياكل شبه عسكرية تعمل بالتنسيق مع الجيش الروسي.
ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي، تشن روسيا هجوماً عسكرياً في جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.