رسم استطلاع رأي شمل ستة بلدان أوروبية صورة مقلقة عن الوضع الاقتصادي للمواطنين في القارة الأوروبية، حيث وصف واحد من كل أربعة أوروبيين وضعه المالي بالـ"مهدَّد"، ويرى أكثر من نصفهم أن وضعهم سيصبح كذلك خلال الأشهر المقبلة، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
الصحيفة أوضحت في تقرير نشرته، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أنه في الوقت الذي تشتد فيه أزمة تكلفة المعيشة، التي تسبب فيها ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم المتفشي والحرب الروسية على أوكرانيا، وصف الاستطلاع الذي كلفت بإجرائه المنظمة غير الحكومية الفرنسية لمكافحة الفقر Secours Populaire، القارة الأوروبية بأنها "قارة على حافة الهاوية".
تراجع القوة الشرائية في أوروبا
إذ قال (54%)، ما يزيد عن 6000 شخص في فرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة، في الاستطلاع الذي نفذته شركة Ipsos، إن قوّتهم الشرائية قد انخفضت خلال السنوات الثلاث الماضية، ويرجع ذلك في الغالب إلى ارتفاع تكلفة الغذاء والوقود والتدفئة وفواتير الإيجار.
كانت اليونان البلد الأكثر تضرراً، حيث قال 68% من المشاركين في الاستطلاع إن قدرتهم الشرائية قد انخفضت "كثيراً"، أو "إلى حد ما" منذ عام 2019، تليها فرنسا بنسبة 63%، و57% في إيطاليا، و54% في ألمانيا، و48% في بريطانيا و38% في بولندا.
فيما قال حوالي 80% من المشاركين إنهم اضطروا بالفعل لتقديم تنازلات كبيرة، مثل تقليل السفر (62%)، أو التدفئة (47%)، والاقتراض من الأصدقاء أو العائلة (42%)، وإيجاد وظيفة ثانية (40%) والتخلي عن وجبة (29%).
في البلدان الستة من القارة الأوروبية، قال 64% إنهم الآن "كثيراً" أو "أحياناً" لا يقدرون على تحديد ما عليهم التوقف عنه بعد ذلك، لأنهم أوقفوا بالفعل ما يمكنهم، وقال 28% إن رواتبهم لا تكفيهم إلا لمنتصف الشهر، وقال 27% إنهم غالباً أو أحياناً يخشون خسارة منزلهم.
في المتوسط، قال حوالي 27% من المشاركين في الدول الست إن وضعهم المالي والمادي "مهدَّد"، أي أن "إنفاق واحد غير متوقع يمكن أن يغير كل شيء"، فيما قال 55% إنهم حذرون في إنفاقهم.
المستقبل سيكون "أشد سوءاً"
لكن المستقبل بدا أشد سوءاً لكثيرين في القارة الأوروبية، إذ قال غالبية الأوروبيين (55%) إنهم يشعرون أن وضعهم المالي سيصبح مهدداً بدرجة خطيرة أو متوسطة خلال الأشهر المقبلة، ويقدر واحد من كل خمسة (17%) هذا الاحتمال بالمرتفع جداً.
كان الإيطاليون واليونانيون الأشد قلقاً، بنسبة 70% و68% على التوالي، قلقين جداً أو إلى حد ما. وقال حوالي 47% من المشاركين في بريطانيا إنهم يشعرون بأن خطر تحولهم إلى الوضع المالي المهدد كبير، وبلغت النسبة 42% في فرنسا.
بينما أظهر الاستطلاع أن الآباء على وجه الخصوص يشعرون بهذه الضغوط أكثر من غيرهم. إذ قالت الغالبية العظمى (72%) في الدول الست إنهم قلصوا أنشطتهم الترفيهية (76%)، وعلاجات الشعر والتجميل (72%)، وميزانية الملابس (72%)، ليحافظوا على مستوى معيشة أبنائهم.
كما قال ما يقرب من نصف الآباء (48%) في الدول الست من القارة الأوروبية إنهم يقلصون حصتهم من الطعام لإطعام أبنائهم، فيما قال 66% إنهم أُجبروا على تقليص أنشطة أبنائهم، مثل النزهات والعطلات.
في المتوسط، قال 49% من الآباء إنهم قلقون من عجزهم عن تلبية احتياجات أطفالهم في المستقبل، فيما قال 33% إنهم عاجزون عن تنويع غذاء أطفالهم كما يرغبون.
فيما أظهرت الدراسة اختلافات مذهلة بين الدول من حيث الفئات التي تعتبر أكثر عرضة لخطر الوقوع في براثن الفقر: المتقاعدون في ألمانيا (61%)، والشباب في إيطاليا (57%)، والعائلات ذات العائل الوحيد في المملكة المتحدة ( 55%).