اعترفت إيران لأول مرة، السبت، 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بأنها زودت روسيا بطائرات مسيّرة، لكن "قبل الحرب في أوكرانيا"، وفق ما صرح وزير خارجية طهران، أمير عبد اللهيان، بعد أزمة" دبلوماسية شهدتها البلاد مع أوكرانيا، التي تشتكي من ضربات جوية روسية تستهدف بنيتها التحتية عبر مسيرات انتحارية تقول كييف إنها من إيران.
الوزير الإيراني أقر بإرسال "عدد صغير" من الطائرات المسيّرة إلى روسيا "قبل أشهر قليلة" من الهجوم على كييف في فبراير/شباط الماضي، لكنه نفى مواصلة بلاده تزويد موسكو بهذا النوع من الطائرات.
وأضاف: "هذه الجلبة التي أثارتها بعض الدول الغربية بأن إيران قدّمت صواريخ وطائرات مسيّرة لروسيا للمساعدة في الحرب في أوكرانيا – الجزء المتعلق بالصواريخ خاطئ تماماً"، وفق ما نقلته وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء.
لكن وزير الخارجية الإيراني شدد على أن طهران "لن تظل غير مبالية" إذا ثبت أن روسيا استخدمت طائرات إيرانية من دون طيار في الحرب ضد أوكرانيا.
اتهامات ونفي بين أوكرانيا وإيران
وفي الأسابيع القليلة الماضية، أبلغت أوكرانيا عن تصاعد في هجمات الطائرات المسيّرة على البنية التحتية المدنية، لا سيما استهداف محطات الطاقة والسدود، باستخدام طائرات شاهد-136 إيرانية الصنع.
بدورها، تنفي روسيا استخدام قواتها لطائرات مسيّرة إيرانية لمهاجمة أوكرانيا. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال مسؤولان إيرانيان ودبلوماسيان إيرانيان لرويترز إن إيران وعدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض-أرض، بالإضافة إلى مزيد من الطائرات المسيّرة.
وحول الأزمة السياسية مع كييف، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية عن أمير عبد اللهيان قوله إن "طهران وكييف اتفقتا على مناقشة مزاعم استخدام طائرات إيرانية مسيّرة في أوكرانيا قبل أسبوعين، لكن الأوكرانيين لم يحضروا الاجتماع المتفق عليه".
وقال الوزير "اتفقنا مع وزير خارجية أوكرانيا على تزويدنا بوثائق لديهم تفيد بأن روسيا استخدمت طائرات مسيّرة إيرانية في أوكرانيا"، لكن الوفد الأوكراني انسحب من الاجتماع المخطط له في اللحظة الأخيرة، حسب قوله، في حين لم يصدر تعليق فوري عن الخارجية الأوكرانية.
عقوبات على إيران
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي وافق، في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، على عقوبات جديدة على إيران بسبب تسليم طائرات مسيّرة لروسيا، بينما فرضت بريطانيا عقوبات على 3 شخصيات عسكرية إيرانية وشركة دفاعية لتزويدها روسيا بطائرات مسيّرة لمهاجمة أهداف مدنية، وأهداف تتعلق بالبنية التحتية في أوكرانيا.
في السياق، عرض وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع، أجزاء من حطام مسيّرة إيرانية، داعياً إيران إلى التوقف عن إمداد روسيا بالأسلحة "المستخدمة لقتل الأوكرانيين".
الوزير الأوكراني نشر تغريدة عبر تويتر، تظهر جانباً من حديثه خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع، قائلاً: "خلال الخطاب الذي ألقيته اليوم في الاجتماع، عرضت لهم جزءاً من مسيّرة إيرانية الصنع ضربت كييف مؤخراً".
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان، إسقاط 6 مسيّرات انتحارية إيرانية من طراز "شاهد 136" أطلقتها روسيا جنوبي البلاد.
"شاهد-136" المسيّرة الانتحارية
من جهة أخرى، ظهرت طائرة شاهد-136 المسيَّرة في الأسابيع الأخيرة كسلاح مفضل للقوات الروسية، التي استخدمت الطائرات لمهاجمة وترهيب المدن الأوكرانية البعيدة عن الخطوط الأمامية للحرب، مع استمرار تعرّضها لانتكاسات في ساحة المعركة، وفق تقرير لموقع Business Insider الأمريكي.
رغم قدرتها على التحليق، مثل مركبة جوية عادية غير مأهولة، فإن شاهد-136 في الواقع ذخيرة طويلة المدى؛ ما يعني أنها يمكن أن تبقى حول منطقة قبل الاشتباك مع هدف. وتمتلئ الأنظمة الصغيرة بالمتفجرات، ويمكن توجيهها إلى هدف معين، قبل الانفجار عند الاصطدام. لهذا السبب، يشير الناس غالباً إلى الأسلحة على أنها طائرات انتحارية.
وصارت الطائرات المسيّرة الإيرانية سلاحاً رئيسياً في ترسانة روسيا بحربها ضد أوكرانيا، واستُخدمت في أغلب الأحيان خلال الشهر الماضي، في استهداف بنية تحتية حيوية للطاقة.
وتصاعدت التوترات الدبلوماسية بين أوكرانيا وإيران، بسبب إمداد روسيا بطائرات من دون طيار، مع سحب اعتماد السفير في كييف وتقليص البعثة الدبلوماسية.
وزعم الجيش الأوكراني أنه أسقط العديد من طائرات "شاهد 136" التي أطلقتها روسيا. وبحسب التقارير، أُسقِط 60% من أسطول الطائرات من دون طيار البالغ عدده 86 مركبة، في وابل من النيران يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.