حذّر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الاقتصادية الكبرى روسيا من استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية، مطالبين موسكو بإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك في بيان مشترك عقب اجتماع الوزراء، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في حين أكدت أنها "لن تسمح" لإيران بتطوير سلاح نووي.
ونصَّ البيان على أن أي استخدام لهذا النوع من الأسلحة "سيُواجه بعواقب وخيمة"، لافتاً إلى أن "الخطاب النووي الروسي غير المسؤول؛ غير مقبول".
أضاف الوزراء أيضاً: "اليوم أنشأنا آلية تنسيق لمجموعة السبع لمساعدة أوكرانيا على إصلاح واستعادة بنيتها التحتية الحيوية للطاقة والمياه والدفاع عنها".
حماية البنية التحتية في أوكرانيا
في سياق متصل، ناقش كبار الدبلوماسيين بمجموعة السبع التي تضم كلاً من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، سبل مساعدة أوكرانيا في صدّ الهجمات الروسية على بنيتها التحتية المدنية، واتفقوا على الحاجة إلى آلية تنسيق، حسب مسؤول كبير بالخارجية الأمريكية لرويترز.
المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، قال إنهم ناقشوا احتياجات أوكرانيا مع قرب حلول فصل الشتاء، واتفقوا على ضرورة وجود آلية تنسيق ضمن مجموعة السبع، لمساعدة أوكرانيا على إصلاح وترميم البنية التحتية الحيوية للطاقة والماء والدفاع عنها. مضيفاً: "هذا أمر سيكون محط التركيز الأساسي للمجموعة في الأيام والأسابيع المقبلة".
يُذكر أن روسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية شنّت جولات من الضربات الصاروخية والهجمات بطائرات مسيّرة، استهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وتقول كييف إن هذه الضربات دمرت ما يصل إلى 40% من منظومة الكهرباء، وحذرت السلطات الأوكرانية السكان من احتمال انقطاع التيار الكهربائي لساعات بسبب الإمدادات المحدودة.
وتعترف موسكو باستهداف البنية التحتية للطاقة، لكنها تنفي استهداف المدنيين فيما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، للقضاء على القوميين الخطرين، وحماية المتحدثين باللغة الروسية هناك.
في السياق ذاته، أشار المسؤول الأمريكي إلى أن هناك تركيزاً أكبر على ضرورة الرد والدفاع ضد الهجمات الروسية على البنية التحتية المدنية للطاقة في أوكرانيا، بطرق من بينها استخدام أنظمة الدفاع الجوي.
وتابع: "كان هناك قدر معقول من النقاش بشأن هذا الأمر، وحول الدول التي لديها القدرة على توفير الأنظمة الفردية، والدعم الذي قد يمكّن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها بشكل أفضل، ضد هذه الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة".
كان حلف شمال الأطلسي "الناتو" تعهّد بتعزيز حماية البنية التحتية الحيوية، بعد التسريبات التي وقعت في سبتمبر/أيلول الماضي، من خطّي أنابيب نورد ستريم 1 و2، لنقل الغاز من روسيا لألمانيا.
دول السبع تُنهي الملف النووي مع إيران
على صعيد آخر وخلال مناقشة الملف الإيراني، أدان وزراء خارجية مجموعة السبع في البيان أنشطة إيران "المستمرة التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط"، مؤكدين أنهم "يكررون العزم على عدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي".
في السياق، قال البيان إنه "على الرغم من المفاوضات المكثفة التي استغرقت عدة أشهر حول العودة إلى الاتفاق النووي، لم تتخذ إيران القرارات اللازمة"، داعياً طهران إلى "احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي".
يشار إلى أن الخارجية الأمريكية أعلنت في 12 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، أنها لم تعد تهتم بالاتفاق النووي مع إيران، وأنه لم يعد "محور تركيزها الحالي"، مشيرة، على لسان المتحدث باسم الوزارة، نيد برايس، إلى أنها بدلاً من ذلك تهتم "بدعم المحتجين في إيران".
برايس وخلال مؤتمر صحفي في ذلك الوقت، قال إن الإيرانيين "أوضحوا بشدةٍ أن هذه ليست صفقة كانوا مستعدين لإبرامها، وبالتالي لا تبدو وشيكة"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية. مضيفاً أن "مطالب إيران غير واقعية"، وتابع: "لا شيء سمعناه في الأسابيع الأخيرة يشير إلى أنهم غيّروا موقفهم".
من جانب آخر، تتهم أوكرانيا طهران بتقديم دعم عسكري إلى روسيا لاستخدامه في هجومها "وقتلها" للأوكرانيين، خلال الحرب التي مضى عليها أكثر من 8 أشهر، حيث استعرض وزير الخارجية، دميتري كوليبا، الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني، حطام مسيّرة إيرانية أمام وزراء خارجية دول مجموعة السبع.
الوزير الأوكراني نشر تغريدةً عبر تويتر، تُظهر جانباً من حديثه خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع، قائلاً: "خلال الخطاب الذي ألقيته اليوم في الاجتماع عرضت لهم جزءاً من مسيّرة إيرانية الصنع، ضربت كييف مؤخراً".
يشار إلى أن قمة وزراء خارجية مجموعة السبع تُعقد في مدينة مونستر الألمانية، يومي 3 و4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.