أطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ باليستية، الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تشمل إطلاقاً محتملاً فاشلاً لصاروخ باليستي عابر للقارات، تسبب في إطلاق إنذار للسكان في مناطق في وسط وشمال اليابان، للاحتماء في أماكن مغلقة.
وعلى الرغم من تحذير حكومي سابق بأن أحد الصواريخ حلّق فوق اليابان، فإن طوكيو قالت، في وقت لاحق، إن هذا غير صحيح، فيما قال مسؤولون في كوريا الجنوبية واليابان إن الصاروخ ربما يكون صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، وهو السلاح الأطول مدى لدى كوريا الشمالية، ومصمم لحمل رأس نووي إلى الجانب الآخر من الأرض.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن مسؤولين في كوريا الجنوبية يعتقدون أن إطلاق الصاروخ فشل، دون ذكر المزيد من التفاصيل. وامتنعت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية عن التعقيب على فشل الإطلاق المحتمل.
وجاء الإطلاق بعد يوم من إطلاق كوريا الشمالية ما لا يقل عن 23 صاروخاً، وهو أكبر عدد في يوم واحد، بما في ذلك صاروخ سقط قبالة ساحل كوريا الجنوبية لأول مرة.
تحذير للسكان في اليابان
وذكر نظام إنذار الطوارئ الياباني أن السلطات حثت السكان، الخميس، في مقاطعات مياجي وياماجاتا ونيجاتا في وسط البلاد، على الاحتماء في الأماكن المغلقة.
وقال وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا إن الحكومة فقدت أثر الصاروخ الأول فوق بحر اليابان، ما دفعها إلى تصحيح إعلانها السابق الذي ذكرت فيه أن الصاروخ حلق فوق اليابان.
وذكر للصحفيين: "رصدنا إطلاقاً كشف احتمال التحليق فوق اليابان، ولذلك انطلق التحذير، لكن بعد التحقق من المسار تأكدنا أنه لم يمر فوق اليابان".
وقال إن الصاروخ الأول حلّق على ارتفاع بلغ نحو ألفي كيلومتر، وقطع مسافة 750 كيلومتراً.
وفي تصريحات موجزة للصحفيين قال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إن "إطلاق الصواريخ المتكرر من جانب كوريا الشمالية مستفز ولا يمكن قبوله قطعاً".
وبعد نصف ساعة من الإبلاغ عن إطلاق الصاروخ الأول قال خفر السواحل الياباني إن الصاروخ سقط.
وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء إن الصاروخ الأول مر بمرحلة انفصال، ما يشير إلى أنه قد يكون سلاحاً طويل المدى مثل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
فيما ذكرت قيادة الأركان المشتركة لجيش كوريا الجنوبية أن الصاروخ طويل المدى أطلق من منطقة قريبة من بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية.
وبعد نحو ساعة من الإطلاق الأول أعلن جيش كوريا الجنوبية وخفر السواحل الياباني أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً ثانياً وثالثاً. وقالت كوريا الجنوبية إن الصاروخين قصيرا المدى، وأطلقا من كايتشون شمالي بيونغ يانغ.
واشنطن تندد
ونددت الولايات المتحدة بإطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي عابر للقارات، وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: "هذا الإطلاق انتهاك واضح للعديد من قرارات مجلس الأمن بالأمم المتحدة".
وأضاف أنه يعكس أيضاً التهديد الذي يشكله برنامجا كوريا الشمالية غير القانونيين لأسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية؛ إذ قال أدريان واتسون، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في بيان إن الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومي "يقيمون الوضع". وذكر البيان أن الولايات المتحدة ستتخذ "كافة الإجراءات الضرورية" للحفاظ على الأمن.
وبعد أن أطلقت كوريا الشمالية ما لا يقل عن 23 صاروخاً في البحر، يوم الأربعاء، بما في ذلك الصاروخ الذي هبط على بعد أقل من 60 كيلومتراً قبالة سواحل كوريا الجنوبية، وصف الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول عمليات الإطلاق بأنها "تعد على الأراضي"، ونددت واشنطن بعمليات الإطلاق ووصفتها بأنها "متهورة".
وأصدرت كوريا الجنوبية تحذيرات نادرة من الغارات الجوية، وأطلقت صواريخها الخاصة رداً على هجوم يوم الأربعاء.
وجاءت عمليات الإطلاق بعد أن طالبت بيونغ يانغ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوقف التدريبات العسكرية واسعة النطاق، قائلة إن "هذا الاندفاع العسكري والاستفزاز لم يعد مقبولاً"، وأجرى البلدان الحليفان أحد أكبر التدريبات الجوية على الإطلاق، إذ قامت مئات الطائرات الحربية الكورية الجنوبية والأمريكية، بما في ذلك مقاتلات إف-35، بمهام محاكاة على مدار الساعة.