أطلق اللواء الليبي خليفة حفتر جملة من التهديدات في خطاب أثناء زيارته لمنطقة الجفرة الليبية وسط ليبيا، قال إنها ستكون حرباً فاصلة في البلاد؛ ما طرح العديد من التساؤلات حول جدوى إطلاق هذه التهديدات في هذا الوقت تحديداً، بل وإمكانية حفتر وقدرته على الحشد من عدمها، ومن يقصد بهذه التهديدات؟
وقال حفتر خلال الكلمة إن قواته "ستخوض حرباً فاصلة في حال فشلت المساعي السلمية في إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وإنه سيتحرك بعدما وصل المشهد إلى طريق مسدود".
الناشط السياسي هيثم الورفلي يرى أنه بالنسبة لكلمة المشير حفتر الأخيرة كانت أوضح من سابقاتها في لقاءاته وزياراته للعديد من المدن في شرق البلاد وجنوبها، فهذه المره كان واضحاً بعد إعلانه عن قرب أخذ القرار لما سماها المعركة الفاصلة لتحرير ليبيا.
يضيف: "المشير يستعمل هذه اللغة منذ فترة، خاصة الآن بعد قدوم مبعوث جديد للأمم المتحدة ولها العديد من المعاني والرسائل إذا كانت جدية وحقيقية فهو يرسل رسائل لمن يريد التحالف معه من الخارج وأنه جاهز لبدء المعركة ومنها رسائل سياسية للمبعوث الجديد بأن أي حوار لا بد أن يكونوا طرفاً قوياً فيه".
الجيش اليوم ليس كما كان..
أما إمكانيات القيادة العامة للقوات المسلحة فيرى أن جيش اليوم ليس مثل جيش 2019 الآن فهو أكثر عدداً وتنظيماً وتدريباً وتسليحاً وآخرها خروج طائرات جديدة تم الإعلان عنها في الجفرة وهي ميغ 29 والقاذفة الصاروخية سوخوي 24.
وهذا يعد تطوراً وقفزة نوعية لدى السلاح الجوي للقيادة العامة، كذلك اعتقد هناك العديد من المجموعات والتي أطلق عليها المشير القوى الوطنية أن باب القيادة مفتوح لهم، وهذه رسائل أو دلالة على أن هناك قوات من المنطقة الغربية ستتحالف مع قوات الجيش، إذا كانت لديه الإمكانيات للتحرك وبدء المعركة.
بالنسبة للتهديدات هي واضحة وكانت موجهة للأطراف السياسية التي لم تتمكن من إيجاد أي حل ومنها رسائل خارجية بأن الجيش لن يرضى بأي أجندات خارجية مجدداً، كذلك تهديدات للمجموعات المسلحة الذي يختبئون خلف المرتزقة السوريين والجنود الأتراك القابعين في قاعدة الوطية وعدد من المعسكرات.
حفتر سيلجأ للمرتزقة
المحلل السياسي عبد السلام الراجحي قال "حفتر أصبح طرفاً في الصراع ومهيمناً على طرف كبير في الأزمة، ودوره في العملية السياسية أصبح ضعيفاً جداً، صحيح أنه مسيطر على مساحات كبيرة على الأرض لكن تأثيره ضعيف جداً في العملية السياسية، أعتقد أن الرسائل التي أراد حفتر إيصالها تتعلق بشكل أكبر بالمبعوث الأممي الجديد، هو أراد توصيل رسائل له أن يكون فعالاً في العملية السياسية وأن يأخذ القضية الليبية بشكل أكثر جدية.
يضيف الراجحي أنه من الممكن أن يتمكن حفتر من الحشد العسكري في حال ما إذا اعتمد على المرتزقة، بالنهاية المرتزقة يعملون من أجل المال ويحققون الهدف العسكري المطلوب منهم لأن دخول المرتزقة على خط الصراع مجدداً لن يحقق لحفتر مطلبه في حل الأزمة بشكل سياسي، وهو ما سيعمق الصراع لا أن يحله.
ليبيا لا تحتمل كل هذا التصعيد
من جانب آخر، يقول المحلل السياسي السنوسي إسماعيل لـ"عربي بوست": "حينما تتجمد العملية السياسية وتكون هناك عرقلة لكل الحلول نسمع خطابات التصعيد من الأطراف الفاعلة التي من المفترض أن يكون بينها توافقات واتفاقيات ابتداءً بالاتفاق السياسي الليبي وخريطة وقف إطلاق النار ومؤتمر جنيف ومحاولات رأب الصدع بين الأطراف الليبية، كل ذلك مرده أن ليبيا لا تحتمل كل هذا التصعيد الذي سيؤدي إلى حرب بالوكالة في ليبيا لأن مستقبل البلاد غامض جداً.
هناك دول تدعم أطرافاً سياسية على حساب أخرى، وكل هذه التهديدات التي نسمعها بغلق الطريق الساحلي والسيطرة على النفط تأتي في سياق التصعيد الدولي والإقليمي بين الأطراف الدولية؛ لذلك فإن الأزمة ستكون في طريقها للتعقيد لا الحل.
وأطلق حفتر تهديداته المصاحبة لهجوم أطلقه على الساسة في ليبياً؛ إذ رأى أن تحركاتهم السياسية ما هي إلا محاولات لتبييض الوجه لدى المجتمع الدولي، وأنه لابد من تدخل ينهي الأزمة الحالية بشكل جذري، وفق ما قال وأشار إليه في خطابه.