توصلت أطراف النزاع الدامي في منطقة تيغراي الإثيوبية إلى هدنة، الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بعد اقتتال استمر منذ سنتين، فيما رحب الاتحاد الإفريقي ومصر ببدء حقبة جديدة لإثيوبيا.
إذ قال الوسيط الخاص، الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو إن "طرفَي النزاع الإثيوبي اتفقا رسمياً على وقف الأعمال العدائية ونزع الأسلحة بشكل منهجي ومنظم وسلس ومنسق"، كما رحب الاتحاد الإفريقي بـ"بدء حقبة جديدة لإثيوبيا".
وقد تفجَّر النزاع في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما أرسلت أديس أبابا قواتها إلى تيغراي، بعد أن اتهمت جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم في الإقليم، بمهاجمة معسكرات للجيش الفيدرالي.
وكان الاتحاد الإفريقي قد أطلق الأسبوع الماضي أولى محادثات رسمية بين الحكومة والمتمردين؛ سعياً للتوصل إلى حل سلمي لنزاع أودى بآلاف الأشخاص وتسبَّب بأزمة إنسانية في تيغراي.
ورحب متمردو تيغراي بالتوصل لاتفاق وقالوا إنهم قدموا "تنازلات"؛ إذ قال رئيس وفدهم غيتاتشو رضا: "نحن على استعداد لتطبيق هذه الاتفاقية وتسريعها". وأضاف: "من أجل معالجة مصاعب شعبنا، قدمنا تنازلات؛ لأننا نريد بناء الثقة".
وتابع: "في نهاية المطاف، فإن حقيقة وصولنا إلى نقطة وقعنا فيها الآن اتفاقية، تقول الكثير عن استعداد الجانبين لوضع الماضي خلفهما لرسم مسار جديد للسلام".
وجاء في بيان مشترك بين الطرفين أن أديس أبابا والمتمردين وافقوا على "تعزيز" التعاون مع وكالات الإغاثة الإنسانية.
مصر ترحب
من جهتها، رحّبت مصر، الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني، باتفاق "وقف العدائيات" المبرم الأربعاء في جنوب إفريقيا بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي، بعد محادثات سلام دامت نحو 10 أيام.
إذ أعرب متحدث الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، عن تمنيات بلاده بأن "يسهم الاتفاق في إحلال السلام الدائم في إثيوبيا، ويتيح الفرصة لإزالة آثار النزاع ومعالجة أسبابه، وتضميد الجروح وإعادة بناء السلام الاجتماعي"، وفق بيان صادر عن الوزارة.
أبو زيد أكد أن "إحلال السلام في إثيوبيا يُعدّ أملاً ومطلباً لجميع شعوب القارة الإفريقية، نظراً لأهمية ذلك في تعزيز بنية السلم والأمن والاستقرار في القارة، وفي منطقة شرق إفريقيا على وجه الخصوص".
من ناحية أخرى، نقل أبو زيد شكر وتقدير مصر "للجهود التي بذلها فريق الاتحاد الإفريقي.. في سبيل التوصل إلى الاتفاق"، بحسب البيان المصري.
ويضمّ الفريق: الممثل الأعلى للاتحاد للقرن الإفريقي، رئيس نيجيريا السابق أولوسيغون أوباسانغو، وأعضاء الفريق رفيع المستوى لعملية السلام الإثيوبية، وأعضاء فريق الحكماء التابع للاتحاد الإفريقي.
كما وجّه أبو زيد الشكر لرئيس دولة جنوب إفريقيا وحكومة بلاده، على استضافتهم لهذه المحادثات، وفق الخارجية المصرية.
وفي وقتٍ لاحق الأربعاء، رحّبت تركيا باتفاق الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي المتمردة على وقف الاشتباكات شمالي البلاد.
الخارجية التركية أعربت، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق دائماً، وهنّأت كلاً من الاتحاد الذي يقود محادثات السلام، وجمهورية جنوب إفريقيا المستضيفة، وجهود جميع الأطراف المساهمة.
وأكدت أن تركيا "مستعدة لتقديم كل أنواع الدعم لإثيوبيا" من أجل إحلال السلام والاستقرار في البلاد.