كشف موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن العاصمة الصومالية مقديشو تشهد "مبادرة سرية" من قبل الإمارات ومصر لتجنيد وتدريب ما يقرب من 3 آلاف شاب صومالي.
بحسب مصادر متعددة نقل عنها الموقع البريطاني، فإن المجندين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عاماً، حصلوا على وعود بوظائف جيدة الأجر، مع إرسال العديد منهم بالفعل إلى القاهرة للتدريب العسكري، ودفعت أجورهم الإمارات.
من المرجح أن يُنظر إلى المبادرة بريبة في إثيوبيا المجاورة، التي تخوض خلافاً مستمراً مع القاهرة بشأن مشروع سد النهضة الإثيوبي الكبير.
قلق لدى الأهالي
من بين أولئك الذين ذهبوا إلى ثكنة دامانيو في مقديشو الشقيق الأصغر لمصطفى عبد الله، الذي يشعر بالقلق على شقيقه الأصغر، والذي طلب عدم ذكر اسمه، وهو سائق في السابق يبلغ من العمر 28 عاماً.
قال عبد الله لموقع Middle East Eye إنه كان غاضباً من السلطات لإقناع شقيقه الأصغر بالانضمام، وهو ما يعتقد أنه فعله من أجل إعالة ابنته الصغيرة.
قال عبد الله، الذي يعيش في بيدوة، وهي مدينة بجنوب الصومال: "علمت أيضاً أنه حصل على وعد براتب يبلغ نحو 500 دولار شهرياً".
عكس شقيق مصطفى، تمكن مجند آخر يدعى محمد، طلب حجب اسمه الحقيقي، من الفرار من المخيم في الساعات الأولى من يوم السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
حيث قال إن الظروف كانت سيئة للغاية لدرجة أن خمسة من المجندين ماتوا في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2022.
قال محمد: "جُنِّدَ ما يقرب من 120 منا من بيدوة في منتصف شهر سبتمبر/أيلول تقريباً، وأُبلِغنا أننا سنُنقل إلى مصر للتدريب".
أضاف كذلك أن مسؤولاً أمنياً صومالياً كبيراً أبلغهم أن الإمارات تعيد إحياء وجودها الأمني في الصومال، وأنهم سيتوجهون قريباً إلى مصر للتدريب.
خضع المجندون، ومعظمهم من عائلات فقيرة، لفحوصات طبية وأمنية شاملة قبل تجنيدهم، والتسجيل لإعالة أحبائهم في بلد يعيش فيه ما يقرب من 7 من كل 10 أشخاص في فقر.
التمويل إماراتي
وتحدث كبار المسؤولين في الحكومة الصومالية المطلعين على هذا الأمر شريطة عدم الكشف عن هويتهم، وقالوا إن الأفراد يقومون سراً بالتجند في مكتب الرئيس، بالتعاون مع أفراد أمن من الإمارات ومصر.
وقال زعيم سياسي صومالي رفيع المستوى: "لقد جندت أكثر من 50 منهم من عشيرتي، ونُقِلوا إلى العاصمة لمتابعة العملية".
أضاف: "العديد من العشائر غير مشاركة، وأنا أفهم أن هذا مشروع مشترك، حيث ستمول الإمارات العملية بالكامل بينما ستنفذ مصر التمرين التدريبي".
وأكد عدد من كبار المسؤولين الأمنيين والقادة الإقليميين الحاليين والسابقين، إلى جانب خبراء آخرين، عملية التجنيد التي شملت الإمارات ومصر.
قال ضابط أمن صومالي بارز مشارك في عملية التجنيد: "إن التدريبات أجريت في كل من مصر وداخل الصومال، خاصةً مدينة بوساسو الساحلية حيث توجد لدى الإمارات منشأة تدريب وحيث سبق لها تدريب قوة مشاة البحرية التابعة لولاية بونتلاند".
فيما تُظهر الصور التي حصل عليها الموقع البريطاني، مجندين شباناً في معسكر يرتدون ملابس رياضية زرقاء وشعر رؤوسهم محلوق.
بالمقارنة مع الرواتب العسكرية الحكومية، حيث يتقاضى المجندون نحو 200 دولار شهرياً، يُعتقد أن القوات التي تدربها الإمارات تكسب ما لا يقل عن 400 دولار شهرياً، وهو حافز قوي لأولئك الذين يقررون الاشتراك.
وقد حُذِّرَ المتورطون من تبادل المعلومات حول حملة التجنيد مع أي شخص آخر، رغم أن هذا التجنيد السري ليس جديداً على الصومال.