يتوجه الناخبون في إسرائيل إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة في 4 سنوات، الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وذلك في انتخابات يحاول فيها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو العودة للسلطة، لكن مساعيه في ذلك تعتمد على حزب يميني متطرف.
من المُحتمل أن يؤثر سخط الناخبين من الجمود السياسي سلباً على نسبة المشاركة في التصويت، لكن التأييد المتنامي لتكتل قومي متطرف للصهيونية الدينية، وزعيمه المشارك إيتمار بن غفير، أضاف الحماسة على السباق.
نتنياهو الذي يُعد صاحب أطول فترة رئاسة وزراء في إسرائيل، والذي يُحاكم بتهم فساد ينفيها، لا تزال التوقعات تشير إلى أن حزبه اليميني (ليكود) سيخرج من الانتخابات بأكبر عدد مقاعد في البرلمان منفرداً.
لكن استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت الأسبوع الماضي أظهرت أنه لن يتمكن من الحصول على 61 مقعداً مطلوبة للأغلبية في الكنيست المؤلَّف من 120 مقعداً، بما يفتح الباب لمفاوضات ونقاشات قد تستمر أسابيع لتشكيل ائتلاف حاكم، ولا تستبعد احتمال انتخابات جديدة.
فبعد جولات متكررة من الانتخابات التي فشل فيها في الحصول على أغلبية مستقرة، يعتمد نتنياهو الآن على الصهيونية الدينية، وهي مجموعة كانت هامشية في السابق، لكن من المتوقع أن تحتل المرتبة الثالثة.
جاء صعود بن غفير وزعيم اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش على حساب التأييد التقليدي لليكود، وأعلن بن غفير، وهو عضو سابق في حركة "كاخ"، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه يريد أن يصبح وزيراً للأمن الداخلي.
"حركة كاخ" مدرجة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة، ويضم سجل الحركة إدانة في عام 2007 بتهمة التحريض العنصري على العرب.
بدوره، قال نتنياهو لراديو "الجيش الإسرائيلي" إنه "لا يستبعد" مثل هذا التعيين، ولكن على الرغم من اعتدال بن غفير في بعض المواقف السابقة، فإن احتمال انضمامه إلى الحكومة يهدد بإثارة قلق الحلفاء، بما في ذلك واشنطن.
يأتي هذا بينما تصدَّرَ ملفا الأمن وارتفاع الأسعار قائمة ما يقلق الناخبين، في حملة انتخابية بدأت بعد أن قرر رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لابيد، المنتمي للوسط، الدعوة لانتخابات مبكرة بعد انشقاقات في ائتلافه الحاكم.
لابيد الذي سيبقى في منصبه في حالة الوصول إلى طريق مسدود، قام بحملته الانتخابية على خلفية التحالف البعيد عن التصور، ويُنسب إليه الفضل فيه، والذي تم تشكيله بعد الانتخابات الأخيرة، وضم اليمين والوسط، وحزباً عربياً لأول مرة.
بالإضافة إلى النمو الاقتصادي القوي الذي يشير إليه لابيد، يشير إلى التقدم الدبلوماسي مع لبنان وتركيا، وجولة قتال محدودة نسبياً مع الفلسطينيين في غزة.
في سياق متصل، تخوض 3 قوائم عربية الانتخابات، هي القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، والتي دعمت الحكومة الحالية، وأعلنت نيتها دعم حكومة برئاسة لابيد.
القائمة الثانية هي تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والقائمة العربية للتغيير، التي ترفض عودة نتنياهو إلى الحكم ولم تدعم لابيد، أما القائمة الأخيرة فهي التجمع الوطني الديمقراطي الذي لا يدعم أي مرشح.
تتوقع الاستطلاعات حصول القائمة العربية الموحدة على 4 مقاعد، وتحالف الجبهة والتغيير على مثلها، بينما تستبعد أن يتخطى التجمع نسبة الحسم اللازمة لدخول الكنيست، وهي 3.25% من الأصوات.
لكن سعي التجمع الوطني الديمقراطي إلى حث الناخبين على التصويت له قد يقلب المعادلة، في حال تمكّن من تخطي نسبة الحسم وحصل على 4 مقاعد.