قال وزير الزراعة الفرنسي، مارك فيسنو، الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن بلاده تسعى إلى إتاحة طرق برية عبر بولندا أو رومانيا، لمرور الصادرات الغذائية من أوكرانيا، كبديل لطريق البحر الأسود، وذلك بعد انسحاب روسيا من اتفاق مهم بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية.
فيسنو قال في تصريح لإذاعة "آر.إم.سي": "نتطلع إلى معرفة ما إذا كان بالإمكان، في حالة عدم التمكن من المرور من خلال البحر الأسود، المرور بدلاً من ذلك من طرق برية، خاصة من خلال دراسة الطرق البرية عبر رومانيا وبولندا".
أشار فيسنو إلى أن فرنسا ستواصل العمل "من أجل نظام لا يضعنا رهن رغبة وحسن نية، أو في هذه الحالة سوء نية، (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين".
يأتي هذا بعدما علّقت روسيا، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول 2022 مشاركتها في اتفاق الحبوب الذي عقد بوساطة الأمم المتحدة "لأجل غير مسمى"، بعد ما قالت إن هجوماً كبيراً بطائرات مسيرة أوكرانية وقع على أسطولها في البحر الأسود في منطقة القرم.
مضت الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا قدماً في تنفيذ اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود، إذ تم الاتفاق على خطة حركة تنطلق بموجبها 16 سفينة، على الرغم من انسحاب روسيا من الاتفاق الذي سمح بتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى الأسواق العالمية.
من جانبه، قال أوليكسندر كوبراكوف، وزير البنية التحتية الأوكراني، إن 12 سفينة تحركت من موانئ أوكرانية بموجب مبادرة الحبوب من البحر الأسود، بعد أن قال متحدث من الأمم المتحدة باسم المبادرة لرويترز إن فرقاً من تركيا والأمم المتحدة استأنفت تفتيش السفن بموجب الاتفاق.
من المرجح أن يؤثر قرار روسيا على الشحنات إلى الدول المعتمدة على الاستيراد، إذ ارتفعت أسعار القمح والذرة اليوم الاثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022 نتيجة انسحاب روسيا من الاتفاق.
في هذا الصدد، قال اثنان من التجار في سنغافورة إن مئات الآلاف من الأطنان من القمح المحجوزة للشحن إلى إفريقيا والشرق الأوسط في خطر بعد أن انسحبت روسيا، بينما ستقل صادرات الذرة الأوكرانية لأوروبا.
في حين لفت الوزير الفرنسي فيسنو إلى أنه ستكون هناك "تداعيات مباشرة" على المستهلكين الفرنسيين.
يُذكر أنه في 22 يوليو/تموز 2022، شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
تضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.
كانت أوكرانيا قد انتقدت بطء عمليات التفتيش، متهمة روسيا بعرقلة العملية، فيما قدر مركز التنسيق المشترك خلال الأسبوع الماضي بأكثر من 170 عدد سفن الشحن الجاهزة للتفتيش قبالة إسطنبول.
سمح الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في الأول أغسطس/آب 2022، بتصدير أكثر من 9 ملايين طن من الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى من المرافئ الأوكرانية، على ما أفاد المركز.
يُشار إلى أنه في 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعته ردود فعل دولية غاضبة، وتشترط موسكو تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".