تجهزت لـ”التلوث الإشعاعي”.. روسيا تجدد الحديث مع أمريكا وبريطانيا حول “القنبلة القذرة”، والأوروبيون يصفونها بـ”الكذب”

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/24 الساعة 17:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/24 الساعة 17:03 بتوقيت غرينتش
عشرات القتلى في هجوم تعرض له السجن الواقع في دونيتسك - رويترز

قالت وكالة الإعلام الروسية إن رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارك ميلي تحدثا هاتفياً الإثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وناقشا احتمالاً أثارته موسكو بأن أوكرانيا ربما تستخدم "قنبلة قذرة".

حيث جرت المكالمة الهاتفية بعد فترة قصيرة من محادثة مماثلة بين جيراسيموف ونظيره البريطاني.

كذلك قالت وزارة الدفاع الروسية إن رئيس الأركان العامة للجيش الروسي فاليري جيراسيموف ورئيس أركان الدفاع البريطاني توني راداكين تحدثا هاتفياً، الإثنين؛ لبحث ما وصفته موسكو باحتمال لجوء أوكرانيا إلى استخدام "قنبلة قذرة".

قوات تابعة لروسيا في أوكرانيا/ Getty Images

في الوقت نفسه قال وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة إنهم جميعاً رفضوا "مزاعم روسيا الكاذبة بشكل واضح". وذكرت أوكرانيا أن الاتهام الروسي دلالة على أن موسكو تخطط لشن مثل هذا الهجوم واتهام كييف بتنفيذه.

الاستعداد للتلوث الإشعاعي

في حين قالت وزارة الدفاع الروسية  إنها أعدت قواتها للعمل في ظروف التلوث الإشعاعي بعدما اتهمت موسكو كييف بالتخطيط لتفجير "قنبلة قذرة"، وهو ما تنفيه أوكرانيا بشدة.

جاء ذلك في إفادة صحفية أدلى بها اللفتنانت جنرال إيجور كيريلوف، قائد قوات الحماية من المواد النووية والبيولوجية والكيميائية في روسيا.

في سياق موازٍ اتهمت دول غربية روسيا بالتخطيط لاستخدام التهديد بقنبلة محملة بمواد نووية كذريعة للتصعيد في أوكرانيا، فيما أجْلت موسكو المدنيين من مدينة جنوبية؛ تحسباً لمعركة كبرى.

فمع تقدم القوات الأوكرانية داخل منطقة خيرسون، التي تحتلها روسيا، أجرى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، اتصالات هاتفية مع نظرائه الغربيين الأحد؛ ليبلغهم أن موسكو تشتبه بأن كييف تعتزم استخدام ما يسمى "قنبلة قذرة".

مدينة خيرسون.. كنز جيوسياسي واقتصادي على مصب نهر دنيبرو وبحر آزوف، وكذلك البحر الأسود (عربي بوست)

في المقابل قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة ألقاها، إن الاتهام الروسي دلالة على أن موسكو تخطط لشن مثل هذا الهجوم بنفسها وستتهم أوكرانيا بتنفيذه.

تابع زيلينسكي: "إذا اتصلت روسيا وقالت إن أوكرانيا تعد لشيء ما، فهذا يعني شيئاً واحداً: روسيا أعدت بالفعل كل هذا… وبالتالي، عندما يجري وزير الدفاع الروسي، اليوم، سلسلة من الاتصالات الهاتفية ويروي لوزراء الخارجية قصصاً عما يسمى بالقنبلة النووية (القذرة)، فإن الجميع يفهم كل شيء جيداً. يفهم من هو مصدر كل شيء قذر يمكن تخيله في هذه الحرب".

"التهديد واضح"!

رداً على سؤال حول حقيقة أن الآخرين لا يصدقون على ما يبدو الاتهامات الروسية، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في إفادة، الإثنين: "عدم تصديقهم لا يعني عدم وجود تهديد… التهديد واضح".

من جهة أخرى أمرت روسيا المدنيين بإخلاء الأراضي التي تسيطر عليها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، حيث تتقدم القوات الأوكرانية بعد وقت قصير من زعم ​​موسكو أنها ضمت المنطقة.

إذ إن هزيمة روسيا هناك ستكون واحدة من أكبر انتكاسات موسكو في الحرب. وعاصمة خيرسون هي المدينة الكبيرة الوحيدة التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء غزوها في فبراير/شباط، وتمثل منطقة وجودها الوحيد على الضفة الغربية لنهر دنيبرو الذي يقسم أوكرانيا. وتسيطر هذه المنطقة على البوابة المؤدية إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.

من جانبها أعلنت السلطات الروسية في خيرسون، الإثنين، أن الرجال المتبقين سيكون لديهم خيار الانضمام إلى وحدة عسكرية للدفاع عن النفس. وتتهم كييف روسيا بإرغام الرجال في المناطق المحتلة على الانضمام لتشكيلات عسكرية، وهي جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف.

حيث قال كيريلو بودانوف رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، إن القوات الروسية تستعد للدفاع عن مدينة خيرسون، وليس الانسحاب منها، وإن التقارير عن عمليات الإجلاء جزء من حملة إعلامية روسية. وأضاف أنه بينما تقوم روسيا بنقل مخصصاتها المالية لعملياتها وعتادها والسكان المعرضين للخطر والمصابين من خيرسون، فإنها تعزز أيضاً الدفاعات.

أوكرانيا روسيا لوغانسك
القوات الأوكرانية في شرق البلاد – رويترز

حيث صرح لصحيفة أوكرانسكا برافدا الإلكترونية: "إنهم يخلقون الوهم بأن كل شيء قد ضاع. لكنهم في الوقت نفسه ينقلون وحدات عسكرية جديدة ويستعدون للدفاع عن شوارع خيرسون".

تصعيد روسي

في حين أنه ومنذ أن عانت القوات الروسية من هزائم كبيرة بساحة المعركة في سبتمبر/أيلول، صعَّد الرئيس فلاديمير بوتين الحرب واستدعى مئات الآلاف من جنود الاحتياط وأعلن ضم الأراضي المحتلة وهدد مراراً باستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن الأراضي الروسية.

حيث بدأت روسيا هذا الشهر حملة جديدة باستخدام صواريخ كروز بعيدة المدى وطائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا قبل حلول الشتاء.

من جهته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإثنين، أن هناك معاهد علمية في أوكرانيا لديها تكنولوجيا لإنتاج "قنابل قذرة". جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، في العاصمة موسكو.

روسيا
وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف – رويترز

أوضح لافروف أن بلاده "منشغلة حالياً بمنع هذا الاستفزاز"، وأنها ستتمكن من ذلك. ولفت لافروف إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أجرى أمس عدة اتصالات مع نظرائه في تركيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، لبحث هذه القضية.

تابع قائلاً: "هناك معلومات محددة حول المعاهد العلمية في أوكرانيا التي لديها تكنولوجيا لإنتاج القنابل القذرة. لقد أكدنا هذه المعلومات من مصادر مختلفة تفيد بأن هذا ليس شكاً فارغاً".

تحميل المزيد