رفض القضاء البلجيكي تسليم الإمام المغربي حسن إيكويسن إلى فرنسا، وفق ما ذكرته وسائل إعلام فرنسية، السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022، نقلاً عن محاميه البلجيكي نيكولا كوهن، فيما استأنفت النيابة العامة البلجيكية القرار، على أن تحسم القضية بعد 15 يوماً.
كانت السلطات البلجيكية، أعلنت يوم الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2022، أنها أوقفت الإمام المغربي حسن إيكويسن، الذي يبلغ من العمر 57 عاماً، والملاحَق من قِبل فرنسا، بسبب تصريحات اعتُبرت "مخالفة لقيم الجمهورية"، والذي صدرت مذكرة توقيف أوروبية بحقه.
حيث اختفى الإمام المغربي عن الأنظار منذ قرار مجلس الدولة الفرنسي في نهاية أغسطس/آب الماضي السماح بطرده إلى بلده الأصلي، انسجاما مع قرار لوزير الداخلية جيرالد دارمانان بترحيله، والذي رفض في وقت سابق من قبل المحكمة الإدارية إثر طعن تقدم به إيكويسن.
كانت محاميته الفرنسية لوسي سيمون قد أكدت أن موكلها حسن إيكويسن "احترم القانون الفرنسي بشكل حرفي من خلال مغادرته" الأراضي الفرنسية. واعتبرت المحامية أنه "لا يمكن استغلال القانون ولا سلطات الادعاء لأغراض سياسية، وربما كان من الضروري أن تذكر بلجيكا بذلك".
كما تشكك لوسي سيمون في صلاحية مذكرة التوقيف الأوروبية التي أصدرتها السلطات الفرنسية بحق موكلها، مؤكدة أنها تعتمد على "مخالفة" ترى أنها "غير مثبتة". وقد تساءلت في بداية سبتمبر/أيلول "لماذا يجري البحث عنه؟ لماذا السعي إلى إعادته؟".
حسن إيكويسن يقاضي وزير الداخلية الفرنسي
ورداً منه على تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي، رفع الإمام المغربي دعوى ضده عبر محاميه بتهمة "التشهير"، وفق ما أفادت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول، نقلاً عن مصدر قضائي.
حيث اتهم محامو حسن إيكويسن، دارمانان بناء على تصريحات أدلى بها إلى قناة "بي إف إم" الفرنسية، وصفه فيها بـ"المنحرف، الهارب والانفصالي"، وأن "لديه ما يخفيه، وفر من العدالة".
كان وزير الداخلية الفرنسي عبر عن سعادته عند توقيف الإمام المغربي من قبل الشرطة البلجيكية، وقال في تصريح إنه "سعيد باعتقال" حسن إيكويسن .
أضاف دارمانان وقتها: "يسعدني اعتقال إيكويسن من قبل الأجهزة البلجيكية التي أشكرها بصدق"، مؤكداً أن "التهرب من قرار الطرد من الأراضي الوطنية جريمة يدينها قانون العقوبات".
بماذا تتهم فرنسا الإمام المغربي؟
بينما كان دارمانان قد أعلن في نهاية يوليو/تموز الماضي طرد هذا الداعية لأسباب تتعلق "بأمن الدولة".
يأتي ذلك على خلفية اتهامات ضده باعتماد "خطاب دعوي تتخلله تصريحات تحرض على الكراهية والتمييز وتحمل رؤية إسلاموية تتعارض مع قيم الجمهورية". ومنذ ذلك الحين يشكل الإمام محور جدل قانوني.
كما أن الإمام المغربي سبق أن أثار جدلاً للمرة الأولى في 2004 بسبب تصريحات اعتبرت معادية للسامية في خطاب ألقاه حول فلسطين. واعترف لاحقاً بأن "تعليقاته غير لائقة" واعتذر. وظهر اسمه مجدداً بانتظام في الصحافة والمناظرات العامة في فرنسا.
حسن إيكويسن وُلد في فرنسا وقرر عند بلوغ سن الرشد ألا يطلب الجنسية الفرنسية، حسب ما تناقلته وسائل إعلام فرنسية. فيما أولاده الخمسة وأحفاده الـ15 فرنسيون يقيمون في شمال فرنسا.
بينما كانت وسائل إعلام فرنسية قد ذكرت في وقت سابق أن الرباط تراجعت عن منح السلطات الفرنسية التصريح القنصلي الذي يسمح لها بترحيل إيكويسن إلى المغرب. وكان دارمانان قد أعلن سابقاً أن المغرب مستعد لاستقبال الداعية المغربي.