قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن قادة الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتفقوا على "العمل على إجراءات" تستهدف وقف ارتفاع أسعار الطاقة، بعد مفاوضات شاقة عقدتها الدول الأوروبية لتظهر بمظهر الجبهة الموحدة، إلا أنه لا يزال يتعين حسم الكثير من النقاط، وستكون المفاوضات في الأسابيع المقبلة صعبة.
انقسام بدول الاتحاد الأوروبي
يأتي هذا بعد انقسامات ضربت دول الاتحاد التي اتهمت ألمانيا بسلوك مسار منفرد في أزمة الطاقة، فيما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من عزل برلين نفسها، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
قادة الاتحاد الأوروبي اتفقوا على "خريطة طريق" تهدف إلى وضع إجراءات في الأسابيع المقبلة لوقف ارتفاع أسعار الطاقة، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "لدينا الآن خريطة طريق جيدة جداً"، بينما تحدث رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن "الاتفاق على حزمة من الإجراءات" التي يجب الآن "التعامل معها بدقة".
وكتب ميشال على تويتر: "الوحدة والتضامن يسودان. اتفاق على العمل على تدابير لاحتواء أسعار الطاقة للمنازل والشركات"، دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل، لكن المستشار الألماني أولاف شولتز أوضح أنه إذا لم يتمكن وزراء الطاقة من الاتفاق على نسخة نهائية، فستكون هناك حاجة إلى قمة جديدة لرؤساء الدول.
وبحسب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يمكن تنفيذ الآليات المتوخاة "في نهاية أكتوبر/تشرين الأول أو بداية نوفمبر/تشرين الثاني". وقال إن القادة "أرسلوا إشارة واضحة جداً إلى الأسواق بشأن تصميمهم ووحدتهم".
وبحسب الخلاصات التي صدرت في نهاية الاجتماع، يطلب رؤساء الدول والحكومات من المفوضية أن تقدم لهم "على وجه السرعة قرارات ملموسة" بشأن مجموعة من الإجراءات لكبح أسعار الغاز المتقلبة، واتفقت الدول السبع والعشرون على تعزيز المشتريات المشتركة للغاز على مستوى الاتحاد الأوروبي.
ودعت هذه الدول أيضاً إلى "تسريع مفاوضاتها" مع الدول المنتجة "الموثوقة" مثل النرويج والولايات المتحدة، من أجل "الاستفادة من الثقل الاقتصادي" للاتحاد الأوروبي.
ويجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الخميس والجمعة في بروكسل؛ في محاولة لتجاوز انقساماتهم والتوصل إلى استجابة مشتركة للارتفاع الهائل في أسعار الطاقة، على خلفية توتر فرنسي-ألماني.
قمة مهمة لأوروبا
وتسببت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا بصدمة على صعيد أسعار النفط والغاز والكهرباء. لكن أوروبا تتحرك ببطء منذ فبراير/شباط بسبب المصالح المتعارضة أحياناً للدول الأعضاء. إلا أن الوضع يتطلب تحركاً سريعاً.
وأكد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، خلال الأسبوع الجاري، أن هذه القمة هي "الأهم منذ فترة طويلة". وقال إنه إذا لم يؤد ذلك إلى "إشارة سياسية واضحة بأن لدينا الإرادة للتوقف عن تحمل أسعار الغاز المرتفعة"، فسيشكّل "فشل أوروبا".
وتخشى آلاف الشركات الأوروبية على بقائها بسبب المنافسة من جانب الولايات المتحدة وآسيا، حيث ظلت الأسعار أقل ارتفاعاً. وفي ألمانيا وفرنسا، ضمت تظاهرات آلاف الأشخاص؛ احتجاجاً على غلاء المعيشة.
خلاف فرنسي-ألماني
وعُقد لقاء بين ماكرون وشولتز بعيد ظهر الخميس، لمحاولة تسوية خلافاتهما قبل بدء الاجتماع مباشرة. وقال ماكرون عند وصوله إلى بروكسل: "أتمنى دائماً الحفاظ على الوحدة الأوروبية وعلى الصداقة والتحالف بين ألمانيا وفرنسا أيضاً"، مؤكداً أن "لدينا الكثير من العمل أمامنا".
وأضاف أن "كلاً منا يعمل على المستوى الوطني، وأعتقد أنه من الأفضل دائماً التشاور والتنسيق". وتابع الرئيس الفرنسي: "لطالما اعتبرت أن واجبي هو أن أفعل كل شيء حتى نجد مسارات اتفاق بين ألمانيا وفرنسا؛ ما يجعل من الممكن بعد ذلك بناء اتفاقات أوروبية".