عرضت إسرائيل، الأربعاء، 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، على الأوكرانيين مساعدتهم في تطوير وسائل إنذار للمدنيين من الهجمات الجوية، وذلك بعد أن طلبت كييف من تل أبيب دعمها لمواجهة الطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع، التي تستخدمها روسيا، والتي سبق أن هددت تل أبيب إن أقدمت على تقديم دعم عسكري لكييف.
وعلى الرغم من أن إسرائيل استنكرت الغزو الروسي، فقد قصرت مساعداتها لأوكرانيا على الإغاثة الإنسانية، متعللة برغبتها في مواصلة التعاون العسكري مع موسكو بشأن سوريا جارتها، فضلاً عن الحفاظ على مصالح الجالية اليهودية الكبيرة في روسيا.
وكثفت أوكرانيا، الثلاثاء، مناشداتها لإسرائيل التماساً للدعم بعد أن أعلنت عن ضربات روسية متعددة باستخدام طائرات مسيّرة "شاهد 136" المصنوعة في إيران. وطورت إسرائيل، وهي خصم لإيران، وسائل لرصد هذه الطائرات وإسقاطها.
كانت رويترز قد ذكرت، الثلاثاء، أن إيران وعدت أيضاً بتزويد روسيا بصواريخ أرض-أرض.
جاء في بيان أصدره مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، أن جانتس أبلغ سفراء الاتحاد الأوروبي بأن إسرائيل طلبت من أوكرانيا "موافاتها بمعلومات عن احتياجاتها لأنظمة إنذار دفاع جوي".
أضاف "عندما نحصل على هذه المعلومات سنكون قادرين على المساعدة في تطوير نظام إنذار مبكر يحفظ حياة المدنيين".
وقال السفير الأوكراني، يفجين كورنيتشوك، لرويترز لدى طلب رد منه، إن النظام المعروض "لم يعد ذا بال"، وأكد صحة رسالة من السفارة، سُربت إلى وكالة أنباء "والا" الإسرائيلية، تطلب فيها كييف على وجه السرعة شراء أنظمة الشعاع الحديدي وباراك-8 وباتريوت والقبة الحديدية ومقلاع داود وأرو الاعتراضية من إسرائيل.
بالتوازي مع المنظومات الاعتراضية، التي يمكنها إحباط هجمات قد تشنها إيران أو حلفاؤها الإقليميون، فإن لدى إسرائيل شبكة رادار تطلق صفارات إنذار، أو إنذار على الهواتف المحمولة لتنبيه السكان إلى الاحتماء.
فيما قال متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية إن من الممكن تقديم تقنيات تحذير مبكر مماثلة إلى أوكرانيا.
وقال جانتس لسفراء الاتحاد الأوروبي "سياسة إسرائيل لدعم أوكرانيا تقوم على المساعدات الإنسانية وتقديم معدات دفاعية تحفظ الحياة".
وأضاف أن إسرائيل لن تقدم مع ذلك منظومات أسلحة إلى أوكرانيا "بسبب مجموعة من الاعتبارات الخاصة بالعمليات".
تهديد روسي لتل أبيب
يشار إلى أن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، حذر إسرائيل، الإثنين، 17 أكتوبر/تشرين الأول، من تداعيات تزويد أوكرانيا بالأسلحة، قائلاً إن أي خطوة تصب في إطار دعم القوات الأوكرانية ستضر بشدة بالعلاقات الثنائية.
جاء ذلك في بيان نشره ميدفيدف، الذي شغل سابقاً منصبي الرئيس ورئيس الوزراء، على تليغرام، وقال إن "إسرائيل تستعد على ما يبدو لتزويد نظام كييف بالأسلحة، إنها خطوة متهورة للغاية، ستدمّر جميع العلاقات الثنائية بين بلدينا".
الناطقة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، الذي يتولى أيضاً حقيبة الشؤون الخارجية، قالت في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إن مكتبه لن يعلّق على تصريحات ميدفيديف.
كانت الحكومة الإسرائيلية قد سعت للمحافظة على العلاقات مع موسكو، بينما تتوجس من التواجد العسكري الروسي عند حدودها الشمالية مع سوريا، حيث يشن الجيش الإسرائيلي ضربات متكررة تستهدف عناصر موالية لإيران.
عندما شنّت روسيا هجوماً واسعاً على أوكرانيا يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022 رداً على تفجير جسر القرم، نددت إسرائيل بالهجوم، الأمر الذي أزعج روسيا.
ردَّت موسكو على إدانة إسرائيل بالقول إن "تل أبيب التزمت الصمت 8 سنوات حيال الهجمات الإرهابية التي ارتكبتها أوكرانيا في إقليم دونباس"، بحسب ما جاء في بيان للسفارة الروسية لدى تل أبيب.
سبق أن أعلنت إسرائيل أيضاً رفضها ضم روسيا مناطق لوغانسك، ودونيتسك، وزاباروجيا، وخيرسون، بعد استفتاءات دعمتها موسكو في تلك المناطق.
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.