حاول مفوض الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الدفاع عن نفسه أمام الانتقادات اللاذعة التي طالته، عقب تصريحاته التي أثارت جدلاً عندما قال إن "أوروبا حديقة وبقية العالم أدغال، وقال إنه "تم إخراج جزء مما قلته من سياقه وإضفاء طابع معين عليه".
كان المسؤول الأوروبي قال إن "أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماماً، بقية العالم.. أغلب بقية العالم هو أدغال".
فيما أكد جوزيب بوريل، الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الثاني 2022، أن استعارات مثل الحديقة والغابة ليست من اختراعه، وقال إن "البعض يكرهها جراء استخدامها من قِبل المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، لكنني بعيد عن مدرسة الفكر السياسي هذه".
أضاف المسؤول الأوروبي: "في الواقع، كان هذا المفهوم حاضراً في النقاشات الأكاديمية والسياسية منذ عقود، لأنه يشير إلى سؤال بسيط نواجهه كل يوم: هل ينبغي أن يقوم النظام الدولي على مبادئ مقبولة من الجميع، بغض النظر عن قوة الجهات الفاعلة فيه، أو هل يجب أن يقوم على إرادة الأقوى، والتي تسمى عادة بـ(شريعة الغاب)؟".
كما تابع جوزيب بوريل قائلاً: "للأسف، يبدو العالم الذي نعيش فيه اليوم أكثر فأكثر (كغابة) وبدرجة أقل مثل (حديقة)، لأنه في أجزاء كثيرة من العالم، يُطبق قانون الأقوى بينما تآكل المعايير الدولية المتفق عليها"، وقال إن "هذا الاتجاه مقلق للجميع، بمن في ذلك الأوروبيون".
اعتذار جوزيب بوريل
بينما ذكر أن "مشروع التكامل الأوروبي جاء من رفض سياسات القوة، ولقد نجحنا باستبدال حسابات القوة بالإجراءات القانونية، لهذا السبب تحدثت عن (الحديقة الأوروبية) وبفضل اتحادنا نجحنا في تعزيز السلام والتعاون بين الأطراف المتحاربة سابقاً، مع التزام مشترك بدعم القواعد والقوانين".
أضاف جوزيب بوريل: "لكن الآن عادت الحرب إلى أوروبا، وفي جميع أنحاء العالم نرى تحولاً في الجغرافيا السياسية، نحن نواجه عالماً من سياسات القوة مع تسليح الاعتماد المتبادل والمزيد من الأمثلة على البلدان التي تستخدم القوة والتخويف والابتزاز للوصول إلى طريقها".
فيما ذكر أن "نمو هذا العالم الخارج عن القانون والفوضى هو ما قصدته عندما أتحدث عن (الغابة)". وقال إن "إشارتي إلى الغابة ليس لها دلالة عنصرية أو ثقافية أو جغرافية، في الواقع وللأسف، فإن الغابة موجودة في كل مكان، بما في ذلك اليوم في أوكرانيا"، وأضاف: "لقد أساء البعض تفسير الاستعارة على أنها مركزية أوروبية استعمارية".
كما تأسف المسؤول الأوروبي وقال: "أنا آسف إذا شعر البعض بالإهانة، أعتقد وقلت، على سبيل المثال لسفراء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، أننا غالباً ما نركز على أوروبا ونحتاج إلى أن نكون متواضعين وأن نتعرف بشكل أفضل على بقية العالم بما في ذلك الجنوب".
تابع جوزيب بوريل أيضاً: "لدي أيضاً خبرة كافية لأعرف أنه لا أوروبا ولا الغرب مثاليان، وأن بعض دول الغرب انتهكت أحياناً الشرعية الدولية"، وقال: "لقد عارضت طوال حياتي أي شكل من أشكال الازدراء أو العنصرية تجاه أي شخص".