يتواصل سقوط مجموعة من المسؤولين ورجال الأعمال الأثرياء بطريقة مثيرة للجدل في روسيا، كان آخرها مفوض عسكري عُثر على جثته معلقة على سياج، في بلدةٍ بأقصى شرق روسيا، بعد وفاته في ظروف غامضة، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية.
الصحيفة أشارت في تقرير لها، الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن وفاة المسؤول العسكري الروسي تأتي ضمن مجموعة طويلة من الوفيات الغامضة التي تشهدها البلاد عموماً، والتي زادت وتيرتها بين عسكريين ومقربين سابقين من الحكومة الروسية، خصوصاً بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.
شكوك تلاحق رواية الانتحار
عُثر على جثة رومان باليك، مفوض التعبئة العسكرية في بلدة بارتيزانسك، التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، وتقع على بعد نحو 145 كيلومتراً شرق مدينة فلاديفوستوك، وقد زعمت وسائل الإعلام أنه انتحر.
مع ذلك، انتشرت تعليقات بين بعض الناس على تطبيق تليغرام تلقي بظلال من الشك على رواية انتحار الرجل، فقد كتب أحد مستخدمي التطبيق: "أقارب الرجل لا يصدقون أنه قرر التخلي عن حياته، ويقولون إن معيشته كانت مستقرة، ولم يكن يفتقر إلى الثقة بنفسه".
كان ماليك قد شارك من قبل في الحملات العسكرية الروسية على الشيشان، وبصفته مفوضاً عسكرياً، فقد كان مسؤولاً عن تنفيذ أوامر التعبئة العسكرية الصادرة من موسكو في منطقته.
منذ أن أعلنت روسيا عن التعبئة العسكرية "الجزئية" في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، تفاوتت ردود الفعل المحلية بين قبول ورفض، لكن البلاد شهدت هجمات إحراق وإطلاق نار في مراكز التجنيد.
كان أحدث هذه الهجمات السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول، فقد لقي 11 شخصاً مصرعهم وأصيب 15 آخرون بجروح، فيما وصف بأنه هجوم "إرهابي" على ساحة تدريب عسكرية في بيلغورود، الواقعة بالقرب من الحدود الأوكرانية.
حوادث وفيات غامضة في روسيا
تنضم حادثة الانتحار المزعومة للمسؤول العسكري الروسي إلى مجموعة كبيرة من حوادث الوفيات الغامضة، والتي شملت وفاة خبراء طيران ومسؤولين تنفيذيين في شركات نفط وأثرياء مقربين من النظام الروسي، من بين 15 روسياً على الأقل لقوا حتفهم في ظروف مشتبه فيها منذ غزو أوكرانيا في فبراير/شباط.
خلال الشهر الماضي، توفي أناتولي غيراشينكو، الرئيس السابق لمعهد موسكو للطيران، وقالت صحيفة Izvestia إنه مات بعد "سقوطه على سلالم" منزله.
أما إيفان بيتشورين، مدير الطيران في مؤسسة تنمية الشرق الأقصى والقطب الشمالي الروسية، فوقع من يخته بالقرب من فلاديفوستوك الشهر الماضي، وغرق.
كما تُوفي رافيل ماغانوف، مدير شركة "لوك أويل" الروسية للنفط، الشهر الماضي بعد سقوطه من نافذة إحدى المستشفيات في موسكو. وقالت وسائل الإعلام الحكومية إنه مات منتحراً، إلا أن بعض الناس ربطوا بين وفاته وبين معارضته السابقة علناً للحرب على أوكرانيا.
كان ألكسندر سوبوتين، المدير التنفيذي الثاني لشركة "لوك أويل"، قد توفي "بنوبة قلبية ناجمة عن جرعة مخدرات زائدة" في مايو/أيار.
كما كان ألكسندر تيولياكوف، المسؤول التنفيذي لشركة "غازبروم" الكبرى للنفط في روسيا، عُثر عليه مشنوقاً في منزله في اليوم التالي لبدء الحرب.
فيما لقي 4 مسؤولين آخرين في شركة الطاقة الحكومية أو شركات تابعة لها مصرعهم. ووقعت حالات وفاة مثيرة للشكوك لمسؤولين روس سابقين وشخصيات معارضة للنظام الروسي في بريطانيا والولايات المتحدة وإسبانيا.