كشفت دراسة إسرائيلية جديدة عن وجود وثائق تؤكد استخدم تل أبيب الأسلحة الكيماوية والبيولوجية خلال حرب 1948، شملت تسميم آبار المياه في عدة بلدات فلسطينية، لمنع الفلسطينيين من العودة إليها.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نشرت تقريراً الجمعة، 14 أكتوبر/تشرين الأول حول الدراسة، أوضحت فيه أن رئيس حكومة الاحتلال السابق، دافيد بن غوريون، كلف موشيه دايان، وقائد قوات "البلماخ" إيغال ألون، وإفرايم كاتسير، الذي شغل لاحقاً منصب رئيس دولة الاحتلال، وشقيقه أهارون كاتسير بالعملية، التي أطلق عليها اسم "أرسل خبزك".
الصحيفة أشارت إلى أن الوثائق التي كُشف عنها من أرشيف جيش الاحتلال وتضمنتها الدراسة، أظهرت أن عملية التسميم بدأت قبل شهر ونصف الشهر من إعلان بن غوريون قيام دولة الاحتلال "إسرائيل"، موضحة أن عملية التسميم جرت في آبار داخل عكا، وغزة، وبئر السبع، وأريحا، وقرية عيلبون، في الجليل، وبيدو ووبيت سوريك القريبة من القدس، عبر وضع جراثيم فيها تُسبّب مرضَي التيفوس والديزنتاريا.
كما كشفت الدراسة أن بن غوريون خطط مع أركان جيشه إلى تسميم آبار في القاهرة وبيروت، ولكن لم ينفذ هذا الجانب من الخطة.
وتابعت الصحيفة: "تم إعدام عزرا عفجين ودافيد مزراحي، وهما من وحدات المستعربين في قوات البلماخ، بعد تسللهما إلى غزة لتسميم الآبار فيها".
وذكرت الصحيفة أن القوات العربية والفلسطينية قدمتهما للمحكمة العسكرية المصرية في القطاع، التي حكمت عليهما بالإعدام، بتهمة محاولة تسميم الآبار.
وقالت هآرتس إن تصنيع المواد الكيميائية كان من اختصاص وحدة "سلاح العلوم"، في العصابات الإسرائيلية بقيادة إليكس كينان، الذي أسس لاحقاً المعهد البيولوجي الإسرائيلي، وأشرف على هذه "المهمة العلمية" الأخوان كتسلسكي (كتسير)، والبيوفيزيائي إفرايم كتسير، القائد الأول لسلاح العلوم، الذي فاز بجائزة "إسرائيل"، وكان الرئيس الإسرائيلي الرابع، وشقيقه البكر العالم أهارون كتسير، رجل معهد وايزمن، الذي قتل في 1972 في العملية التي وقعت في مطار اللد، كما شارك في العملية السرية عدد من المساعدين، الذين أصبحوا بعد ذلك أساتذة في السلك الأكاديمي".