ينخرط المسؤولون الغربيون في "التخطيط الحكيم" وراء الكواليس لمنع الفوضى والذعر في بلدانهم، في حالة تفجير روسيا لقنبلة نووية في أوكرانيا أو بالقرب منها.
على الرغم من اعتبار حدوث أزمة نووية أمراً مستبعداً إلى حد كبير، لكن مصدراً قال إن المسؤولين على الصعيد الدولي يعيدون فحص الخطط لتقديم دعم طارئ وطمأنة للسكان الذين يخشون تصعيداً نووياً، وذلك حسبما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير لها الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
تلميحات حول الحرب النووية
ظهرت تلميحات عن هذا التفكير المسبق في إحاطة قدّمها مسؤول غربي، الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، الذي سُئِل عمّا إذا كانت هناك إجراءات مطبقة لمنع الشراء بدافع الذعر أو الفرار الجماعي من المدن؛ خوفاً من التصعيد بعد حدث نووي.
أجاب المسؤول الغربي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الحكومات منخرطة في "تخطيط حكيم لمجموعة من السيناريوهات المحتملة"، على الرغم من أنها شددت على أن أي استخدام للأسلحة النووية من روسيا في الحرب سيكون أمراً مروعاً.
كانت الحملات الإعلامية العامة وحتى التدريبات المدرسية حول كيفية النجاة من حرب نووية سمة من سمات الحرب الباردة، بما في ذلك حملة الاختباء والاحتماء في الولايات المتحدة في الخمسينيات من القرن الماضي، وخطة الحماية والبقاء على قيد الحياة في المملكة المتحدة في أواخر السبعينيات وخطة "الجميع لديه فرصة" في ألمانيا الغربية في أوائل الستينيات.
انتقادات وسخرية
تعرضت هذه الحملات لانتقادات كبيرة وسخرية لاقتراحها أنه من الممكن النجاة من نزاع نووي شامل، غير أنه في هذه الحالة التركيز ينصب على منع الذعر العام من تصعيد نووي محتمل خارج عن السيطرة، الذي قد يستهدف المدن الكبرى.
في سياق متصل، قالت كيت هدسون، الأمينة العامة لحملة نزع السلاح النووي: "إن هذا التخطيط الحكيم يعيد إلى الأذهان حملة الحماية والبقاء على قيد الحياة التي نفذتها الحكومة البريطانية في حقبة الحرب الباردة- والتي أدانتها الحملة بشدة لأنها أعطت انطباعاً خاطئاً بأنه يمكن النجاة من الهجوم عن طريق تبييض النوافذ وغير ذلك من الأمور التي لا صلة لها بالموضوع".
لكن في الوقت الذي عانت فيه موسكو من انتكاسات في ساحة المعركة في أوكرانيا منذ سبتمبر/أيلول 2022، صعّد فلاديمير بوتين من الخطاب النووي، قائلاً الشهر الماضي إنه سيستخدم "جميع الوسائل المتاحة" للدفاع عن الأراضي الروسية.
أزمة نووية
من جانبه، قال المسؤول الغربي- الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- إن تصريحات الرئيس الروسي بشأن الاستخدام النووي "تفتقر كثيراً إلى المسؤولية". ولا توجد دولة أخرى تتحدث عن أسلحة نووية، بل صرح "نحن لا نعتبر ذلك أزمة نووية".
مردداً التعليقات التي أدلت بها الولايات المتحدة، قال المسؤول: "إن أي استخدام للأسلحة النووية من شأنه أن يكسر المحرمات التي ظلت قائمة منذ عام 1945، مما سيؤدي إلى عواقب وخيمة على روسيا، بل الجميع".
في سياق ذي صلة، وقرب نهاية سبتمبر/أيلول 2022، حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، من "عواقب كارثية" على موسكو إذا سعت إلى نشر سلاح نووي تكتيكي، الذي يمكن أن تصل قوته لستة أو سبعة أضعاف تفجيرات هيروشيما.
في الوقت نفسه لا يريد الغرب أن يوضح كيف يمكنه الرد للحفاظ على الغموض المتعمد. وفي إحاطة يوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لم يمكن استخلاص معلومات من المسؤول حول ما قد تفعله الدول المسلحة نووياً. لكن التوقع هو أنه لتجنب التصعيد السريع، فإن أي رد أولي سيكون غير نووي.
في حين يعتقد الخبراء عموماً أن بوتين منخرط في خدعة؛ في محاولة لإثارة الخوف وعدم اليقين في الغرب، وضمان عدم دخول الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (الناتو) الحرب إلى جانب أوكرانيا.