“العائدات بالمليارات”.. إسرائيل تشيد بترسيم الحدود مع لبنان: الاتفاق يُجنب المواجهة مع حزب الله

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/12 الساعة 19:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/12 الساعة 20:07 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد - رويترز

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان "إنجاز كبير" لإسرائيل واقتصادها وأمنها، مشيراً إلى أنه يبعد احتمال التصعيد مع "حزب الله"، ويحقق مكاسب مالية كبيرة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع بيني غانتس ووزير الطاقة كارين الهرار، وفقاً لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. 

لابيد اعتبر أن الاتفاق "لا يحفظ الأمن بل يحسن الأمن ويبعد احتمالية التصعيد مع حزب الله"، وقال إن "إسرائيل ليست خائفة من حزب الله، والجيش الإسرائيلي أقوى من أي منظمة إرهابية، وإذا دخلنا في المعركة فسنضربهم بشدة، ودور الحكومة المسؤولة هو منع الحرب".

أضاف لابيد أن إسرائيل أوضحت للجانب اللبناني، أنها لن تؤخر الإنتاج في خزان كاريش ليوم واحد ولن تخضع لأي تهديد، والهجوم على كاريش (حقل غاز) اعتداء على إسرائيل، ولن نتردد لحظة في استخدام القوة لحماية الخزان".

حول الفوائد الاقتصادية لاتفاق ترسيم الحدود، قال لابيد إن "الاتفاق سيدر عائدات بالمليارات ستتمتع بها كل أسرة في إسرائيل، ستحصل إسرائيل على 17% من حقل الغاز اللبناني (قانا) إذا ما فتحوه".

لفت لابيد أيضاً إلى أن "جميع المواد الاستخباراتية السرية التي لا يمكننا عرضها أمام الهيئة العامة للكنيست، ستعرض على لجنة الأمن والخارجية".

لابيد هاجم في تصريحاته منتقدي اتفاق ترسيم الحدود، وقال: "عندما يتم عرض الاتفاق على الجمهور، سيتمكن كل فرد من أن يرى بنفسه ما هو الإنجاز التاريخي الذي حققته إسرائيل هنا، وكيف أن الدعاية الكاذبة والسامة التي تم نشرها حول هذا الاتفاق منفصلة تماماً عن الواقع"، وفق قوله. 

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو (2009-2021)، قد اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان، بـ "المخزي"، معتبرا أنه رضوخ لمطالب "حزب الله " وأنه يسمح لإيران بالتنقيب عن الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، وفق قوله.

رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد – Getty Images

من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس: "أعرف الواقع الأمني ​​وتكلفة الحرب وكذلك الشعب اللبناني، والاتفاق الذي نناقشه اليوم اتفاق مهم وصحيح ويخدم المصالح العميقة لدولة إسرائيل".

أضاف غانتس أن الاتفاق "يضمن استمرار حرية العمل في المنطقة القريبة من الساحل وحيثما كان ذلك ضرورياً، ويؤسس معادلة أمنية جديدة فيما يتعلق بالبحر والأصول الاستراتيجية لدولة إسرائيل، ولديه القدرة على الحد من نفوذ إيران على لبنان".

كذلك أكد أن "إسرائيل لم نتنازل عن ملليمتر واحد من الأمن"، واعتبر أن "إنجاز الاتفاق قرب الانتخابات (البرلمانية المقررة مطلع الشهر المقبل) ليس مرغوباً فيه- لكنه ضروري وبالتالي من الصواب قبوله وتأييده، لأننا أمام نافذة من الفرص التي قد تغلق- فهذا في مصلحة مواطني إسرائيل"، بحسب تعبيره. 

الاتفاق جاء بعد عامين من المفاوضات – عربي بوست – Getty Images

في وقت سابق من الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وافقت الحكومة الإسرائيلية على "مبادئ" الاتفاق مع لبنان، بعد وقت قصير من موافقة المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، ولاحقاً، طرح الاتفاق أمام الكنيست (البرلمان) لمناقشته.

بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيتمكن أعضاء الكنيست من مراجعة الاتفاق لمدة 14 يوماً (دون التصويت عليه)، وفي غضون أسبوعين ستصدق عليه الحكومة بشكل نهائي.

من المتوقع أن تنتهي إجراءات الموافقة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2022، قبل نحو أسبوع من انتخابات الكنيست.

يأتي هذا بعدما أعلنت الرئاسة اللبنانية، الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في بيان، أن الصيغة النهائية للعرض الأمريكي بشأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل "مُرضية للبنان وتلبّي مطالبه وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية"، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الاتفاق بـ"التاريخي".

كان الجانبان قد خاضا مفاوضات غير مباشرة استمرّت عامين بوساطة أمريكية حول ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كم.

تحميل المزيد