أصدر رئيس عمليات الاستحواذ في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وليام لابلانت، إعفاءً لطائرات "إف 35" الأمريكية، من الحظر المفروض على مكونات صينية مستخدمة في تصنيعها، لتُستأنف بذلك عمليات تسليم المقاتلات التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية.
وكالة Bloomberg الأمريكية، قالت، السبت، 8 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن لابلانت أصدر هذا الإعفاء لـ"ارتباطه بالأمن القومي"، إذ تعتمد الطائرة في أحد أجهزة تشغيلها على مغناطيس مصنوع من سبائك صينية، توفره شركة "هانيويل"، ويُستخدم فيها منذ عام 2003.
لكن البنتاغون أوقف تسليم طائرات "إف 35″ الجديدة الشهر الماضي، بعد اكتشاف أن المغناطيس صُنع بمكون محظور بموجب القانون الأمريكي ولوائح البنتاغون المتعلقة بـ"المعادن المتخصصة".
لابلانت قال في بيان، السبت، 8 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنه وقع على قرار الإعفاء للسماح باستئناف شحنات المقاتلات على الرغم من احتوائها على مكون مصنوع من السبائك الصينية المحظورة.
من جانبها، قالت شركة "لوكهيد" المصنعة للطائرة إن شركة "هانيويل" وجدت "مصدراً أمريكياً بديلاً" للسبائك، ومن المقرر استخدامها في إنتاج الطائرات ابتداء من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ولفتت إلى أن 18 طائرة احتُجزت بموجب قرار إيقاف التسليم.
وقع لابلانت على قرار الإعفاء يوم الجمعة، 7 أكتوبر/تشرين الأول، وبهذا القرار يمكن لوزارة الدفاع الأمريكية تسلُّم 126 طائرة في إطار عقود الإنتاج الحالية التي يستمر أمدها حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
برر لابلانت قراره بالقول إن "السماح بتسليم الطائرات أمر ضروري لمصلحة الأمن القومي الأمريكي".
بدوره، قال المكتب المسؤول عن برنامج طائرات "إف 35" بوزارة الدفاع الأمريكية إن المكون المشار إليه ليس به عيب فني، ولا يمثل أي خطر أمني على الطائرة المصنفة أكبر مقاتلة شبحية أمريكية، إلا أن الأمر يتعلق بأمن سلسلة التوريد، والبحث في أسباب عدم اكتشاف شركة "هانيويل" للسبيكة المحظورة والإبلاغ عنها.
يحظر القانون الأمريكي ولوائح الاستحواذ في البنتاغون استخدام المعادن أو السبائك المتخصصة المصنوعة في الصين أو إيران أو كوريا الشمالية أو روسيا، وقد أبلغت وكالة إدارة عقود وزارة الدفاع مكتبَ برنامج طائرات "إف 35" بشأن المخالفة في 19 أغسطس/آب 2022.
تُشير وكالة "بلومبيرغ" إلى أن أمراً كهذا قد حدث من قبل، فقد منح البنتاغون قبل عقد من الزمان إعفاء لشركة "هانيويل" لاستخدام المغناطيس الصيني في مكونات أخرى من مقاتلات "إف 35".
عللت وزارة الدفاع قرارها بأن برنامج إنتاج الطائرات متأخر بالفعل، وتجاوز التكاليف الموضوعة له، ومن ثم فإن الحظر سيزيد من تأخيره.
كانت شركة "لوكهيد" قد ذكرت أن برنامج إنتاج مقاتلات "إف 35" يتضمن الاعتماد على 1700 مورد لمكوناته من جميع أنحاء العالم.
صُممت المقاتلة إف-35 بعديد من التجهيزات المختلفة، لتنفيذ مجموعة واسعة من المهام. إذ يحتوي تجهيز "الشبح" على 4 صواريخ إيه آي إم-120 (أمرام) لمهمات الجو-جو، أو مزيج من 4 "قنابل ذكية" أمرام، وذخائر الهجوم المباشر المشترك (جدام) للمهمات الجو-أرض، وجميعها محمَّلة داخل مخزن التسليح الداخلي للمقاتلات؛ من أجل تقليل ظهورها على الرادار.
كذلك تتميز مقاتلات إف-35 بهيكل طائرة مصمم خصوصاً لتوليد أقل مقطع عرضي على شاشات الرادار، كما أنها مغطاة بمادة تمتص موجات الرادار.
يُعتقد عادةً أن مقاتلات إف-35 تكون أكثر تخفّياً من مقاتلات إف-22 رابتور -التي يُمكن القول إنها المعيار الذهبي لأداء التخفي في الجيل الخامس- مما يُولّد مقطعاً عرضياً منخفضاً للغاية على شاشات الرادار، لدرجة أنه غالباً ما يُقارَن بكُرة غولف معدنية. وهذا يجعل الـ"إف-35″ الخيار المناسب لمهمات الاختراق في عمق المجال الجوي للعدو.