اتفق تحالف "أوبك+" على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، في خطوة تُعتبر تحدياً لأمريكا التي تطلب من منتجي النفط رفع كميات إنتاجهم، للتعويض عن نقص الإمداد المفروض على روسيا، فيما قالت واشنطن إن عليها أن تكون أقل اعتماداً على "أوبك".
جاء ذلك بحسب ما نقلته وكالة رويترز، الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن مصادر داخل "أوبك+"، إذ تم التوصل إلى هذا القرار خلال اجتماع وجاهي لأعضاء التحالف، هو الأول من نوعه منذ مارس/آذار 2020.
كانت أسعار النفط قد بدأت في تسجيل تراجعات دون 90 دولاراً للبرميل، بعدما كانت 120 دولاراً، مع إذكاء المخاوف بشأن احتمالية دخول الاقتصاد العالمي في ركود، وبالتالي ضعف الطلب على الخام.
قرار تحالف "أوبك+" تم التوصل إليه على الرغم من الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة، ودول أخرى، بهدف ضخ المزيد من النفط في في سوق تعاني شحاً.
محللون كانوا قد قالوا قبل التوصل إلى قرار خفض الإنتاج، إنه "إذا ارتفعت أسعار النفط بفعل تخفيضات كبيرة في الإنتاج، فمن المرجح أن يثير ذلك غضب إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية".
أضافوا: "قد يكون هناك مزيد من ردود الفعل السياسية من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك سحب إضافي من المخزونات الاستراتيجية".
في تعليقها على قرار "أوبك+"، قالت أمريكا على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن الولايات المتحدة بحاجة لخفض الاعتماد على "أوبك+" ومنتجي النفط الأجانب.
كيربي وفي تصريحات لشبكة "فوكس نيوز"، قال إن التخفيضات تعني أن "أوبك+ تعدل أرقامها بالخفض قليلاً بعد زيادة الإنتاج خلال الصيف".
أضاف كيربي: "كانت أوبك+ تقول للعالم إنهم ينتجون 3 ملايين ونصف مليون برميل أكثر مما ينتجون بالفعل (…) لذلك، من بعض النواحي، فإن هذا الخفض المعلن يعيدهم فقط إلى أن يكونوا أكثر توافقاً مع الإنتاج الفعلي".
من بين الأسباب الأخرى التي تجعل واشنطن ترغب في أسعار نفط منخفضة، هو سعيها لحرمان موسكو من عائدات بيع النفط.
يرى بيارني شيلدروب من مجموعة "سيب" المصرفية أن أعضاء "أوبك+ يرغبون في أن يكونوا متقدمين على ركود محتمل عبر إجراءات استباقية"، موضحاً أن ذلك "يسمح لهم بتجنب تراكم محتمل للمخزونات وبالتالي انخفاض أسعار النفط".
كان سعر برميل برنت بلغ قمة عام 2008، في شهر مارس/آذار الماضي عند 138 دولاراً، مع ارتفاع حدة المخاوف من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية على سوق الطاقة العالمية.