زعمت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن روسيا "ضالعة" في الانقلاب الجديد الذي هزّ بوركينا فاسو غرب إفريقيا، مشيرة إلى أن الرئاسة الروسية "الكرملين" تتطلع "لاستغلال هذه الفوضى من أجل ترسيخ نفوذها في القارة".
الصحيفة ذكرت أن الجنود المشاركين في إطاحة الجنرال الحاكم في بوركينا فاسو، بول هنري داميبا، الذي استولى على السلطة في يناير/كانون الثاني، لوّحوا بالأعلام الروسية بعد انتصارهم، في إشارة لتغير الولاءات في المستعمرة الفرنسية سابقاً.
وتعهد قادة الانقلاب بأنهم "سيتجهون إلى شركاء آخرين على استعداد لمساعدتهم في مكافحة الإرهاب"، في ما اعتبره كثيرون إشارة إلى مرتزقة فاغنر، الجيش الخاص الفعلي للرئيس بوتين الذي يستخدمه لدعم حكام إفريقيا غير الشرعيين، حسب الصحيفة.
وأشارت إلى أن دور موسكو في الانقلاب الذي وقع الجمعة 30 سبتمبر/أيلول المنصرم في بوركينا فاسو، أكده المعلق المؤيد للكرملين سيرجي ماركوف، الذي قال: "شعبنا ساعد الزعيم الجديد"، إضافة إلى أن يفغيني بريغوجين، رجل الأعمال صاحب شركة فاغنر، "يدعم" الزعيم الجديد دعماً كاملاً.
التحالف مع روسيا
وكتب ماركوف على قناته على تليغرام: "يبدو أن بلداً إفريقياً آخر سينتقل من التعاون مع فرنسا إلى التحالف مع روسيا".
وكان مسؤولون في المخابرات الأمريكية نبهوا مطلع هذا العام إلى أن الهشاشة السياسية في الدولة الغنية بالذهب، وتهديد حركات التمرد في المنطقة ووجود مقاتلي فاغنر في مالي المجاورة، كل ذلك يجعل بوركينا فاسو في بؤرة اهتمام فاغنر.
ومنذ عام 2020، أدى انعدام الاستقرار إلى تأجيج انقلابات في تشاد وغينيا واثنين في مالي والآن يأتي الانقلاب الثاني في بوركينا فاسو.
والجمعة 30 سبتمبر/أيلول، أعلن الجيش في بوركينا فاسو، الاستيلاء على السلطة بحجة ضبط الأمن في البلاد، وفق بيان تلاه ضباط على التلفزيون الرسمي "آر تي بي"، أعلنوا فيه حل حكومة الرئيس بول هنري سانوغو داميبا، بشكل مؤقت.
يذكر أنه في 24 يناير/كانون الثاني 2022، أعلن الجيش عزل الرئيس روش كابوري وتعليق العمل بالدستور وإقالة الحكومة وحل البرلمان وإغلاق الحدود.