حذّر حلف شمال الأطلسي "الناتو" أعضاءه، بعد اختفاء غواصة "يوم القيامة" الروسية، التي تحمل أسلحة مدمرة، القادرة على إحداث تسونامي نووي وإغراق مدن ساحلية، بحسب صحيفة Repubblica الإيطالية، الأحد، 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
واختفت غواصة بيلغورود النووية "يوم القيامة"، وهي واحدة من أضخم الغواصات في العالم، من قاعدتها الرئيسية في القطب الشمالي.
ووفقاً لمذكرة تحذير من حلف شمال الأطلسي سُرّبت إلى وسائل الإعلام الإيطالية في نهاية الأسبوع، فإن الغواصة قد تكون في طريقها إلى بحر كارا لاختبار القنبلة النووية التي تحملها "بوسيدون".
الصحيفة أشارت إلى أن الناتو أرسل تحذيراً إلى الحلفاء بأن الغواصة قد اختفت، لكنه قال إنه "لا يزال يُعتقد أن الغواصة تعمل في القطب الشمالي".
ولم يتضح بالضبط متى تم إرسال التحذير، لكن صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية كانت قد أبلغت عن هذا التحذير لأول مرة، الأحد.
خطورة بيلغورود
لدى الغواصة النووية قوة نارية قادرة على محو مدن بأكملها، فضلاً عن قدرات على توليد موجات تسونامي إشعاعية ضخمة في البحار، مما يمكّنها من تدمير مدن ساحلية وجعلها غير صالحة للحياة.
ويتجسّد السلاح الذي تحمله في 6 طوربيدات نووية من نوع بوسيدون (صواريخ نووية)، ويبلغ حجم الواحد منها حجم حافلة مدرسية.
وتعمل "بيلغورود" منذ يوليو الماضي، ويمكنها أن تبقى 120 يوماً تحت الماء، دون الحاجة إلى العودة إلى السطح.
كما تحمل الغواصة "بوسديون" ، وهو سلاح يأخذ شكل مركبة مسيّرة عن بُعد، قادرة على السفر تحت الماء لمسافات طويلة، تصل إلى 9650 كلم تقريباً.
ويتم استخدام المركبة لتفجير رأس حربي نووي مثبت في مقدمتها، بقوة 2 ميغا طن، أي أكثر من 130 ضعف حجم القنبلة التي ألقيت على هيروشيما.
السيناريو والتنفيذ
يأتي هذا فيما شكك مراقبون في صحة هذه التقارير، أو على الأقل في صحة استخدام بيلغورود الآن، لعدة أسباب، بينها أن الغواصة التي يبلغ طولها نحو 183 متراً، هي واحدة من أكبر الغواصات في العالم، وبالتالي يُعد وصولها إلى بحر البلطيق دون أن يتم اكتشافها أمراً بالغ الصعوبة.
ومن غير الواضح ما إذا كان هناك وقت كافٍ لبيلغورود للانتقال من قاعدتها الرئيسية في البحر الأبيض إلى بحر البلطيق، على مسافة حوالي 4800 كلم، دون ملاحظة غيابها
بالإضافة إلى ذلك، لم يتم اختبار الرأس الحربي مطلقاً، بسبب الحظر الدولي على تجارب الأسلحة النووية.
ووفقاً للمراقبين فإن كسر هذه المعاهدات عن طريق اختبار بوسيدون – حتى في المياه النائية في القطب الشمالي – سيكون خطوة استفزازية من قبل روسيا.
وتأتي أنباء الاختبار المحتمل وسط صخب روسي بشأن استخدام أسلحة مرتبطة بحرب أوكرانيا، حيث أعاقت إمدادات الأسلحة الغربية القوات الروسية من تحقيق الأهداف التي تسعى لها في حربها على أوكرانيا.