يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى الحصول على موافقة سلطنة عُمان على فتح أجوائها أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية، من أجل تقصير مسافة ووقت تحليق الطائرات في الأجواء، الأمر الذي دفع الناشطين في سلطنة عمان إلى إعادة تفعيل وسم "عمانيون ضد التطبيع"، بعد تداول أخبار حول قضية فتح الأجواء.
صحيفة "إسرائيل اليوم" ذكرت الخميس، 29 سبتمبر/أيلول 2022، أن قضية فتح الأجواء العمانية أمام الطائرات الإسرائيلية نوقشت الأسبوع الماضي بشكل مباشر، بين مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى ونظرائه من سلطنة عمان.
المحادثات جرت في الأمم المتحدة
وتوقعت الصحيفة أن محادثات حول هذا الموضوع جرت خلال اجتماع الأمم المتحدة المنعقد في نيويورك، مشيرة إلى أنه ليس من الواضح تماماً ما إذا كانت هذه المفاوضات مباشرة أو أُجريت من خلال وساطة إماراتية أو سعودية.
وفي خبرها الرئيسي، قالت الصحيفة إنه "طرأ في الآونة الأخيرة تقدم في الاتصالات مع عُمان لفتح المجال الجوي للسلطنة أمام الطيران من وإلى إسرائيل، بما في ذلك لشركات طيران إسرائيلية".
كما أشارت الصحيفة إلى أن السعودية سمحت للطيران الإسرائيلي بالمرور في أراضيها، في إطار صفقة أعلنت في أثناء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية، ولكن بشكل عملي كان هذا الإذن عديم الفائدة ما دامت عُمان ترفض فتح مجالها الجوي.
وذكرت الصحيفة أن التوقعات في إسرائيل كانت تشير إلى أن تلقّي الإذن من عُمان هو مسألة شكلية؛ حيث توجد بين الطرفين "علاقات طيبة" على مدى السنين، مع أنه لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين تل أبيب ومسقط، علماً أن رؤساء وزراء سابقين؛ إسحاق رابين، شمعون بيريز، بنيامين نتنياهو، زاروا عُمان بشكل علني.
شروط عُمان
وخلافاً للتوقعات، رفضت عُمان إصدار الترخيص المنشود، ما منع حتى الآن تقصير مسارات الطيران من إسرائيل إلى جملة مقاصد في الشرق الأقصى وتخفيض أسعار بطاقات السفر في هذه الخطوط.
وطرحت عمان، وفقاً للصحيفة شروطاً عدة للطيران الإسرائيلي، وهي أن يكون بمقدور سلطات السلطنة فحص الطائرات الإسرائيلية التي تضطر إلى الهبوط في المطار في عُمان، ومنح الترخيص للرحلات التجارية والمدنية فقط، وللسلطنة الحق الكامل في تجميد الترخيص وفقاً لمصالحها، إضافة إلى شرط ألا تهبط الطائرات الإسرائيلية في المطار في عُمان إلا في حالات الطوارئ.
عمانيون ضد التطبيع
وعقب تداول المعلومات حول المفاوضات، أعاد الناشطون في سلطنة عمان تفعيل وسم "عمانيون ضد التطبيع"، ليتصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولاً على موقع التدوين المصغر "تويتر"، عبروا من خلاله رفضهم التام لمثل هذه الخطوة.
إذ قال المواطن مصطفى العمري: "لا أعتقد أن حكومتنا منفصله عن شعبها، عمان من أقصاها إلى أقصاها ترفض أي نوع من التطبيع، فنحن عمانيون ضد التطبيع".
فيما غرّد آخر يُدعى سيد أمين: "لا يجيني واحد يتفلسف يقول مصلحة البلد، مصلحة البلد تقتضي أن نجلب العدو فوق رؤوسنا يومياً؟! اليهود ناقضين العهد إن كنتم لا تعلمون، يبدو أنكم لا تعرفونهم"