أوقفت السلطات البلجيكية، الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2022، الإمام المغربي حسن إيكويسن، الملاحَق من قِبل فرنسا، بسبب تصريحات اعتُبرت "مخالفة لقيم الجمهورية"، والذي صدرت مذكرة توقيف أوروبية بحقه.
وزير العدل البلجيكي، فينسينت فان كويكنبورن، قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "يمكنني تأكيد أن الشرطة اعتقلته اليوم (الجمعة)"، بالقرب من مدينة بلجيكية.
مصدر في الشرطة الفرنسية قال للوكالة، إن الشرطة البلجيكية اعتقلت إيكويسن "من دون حوادث"، وقد أودع السجن في المساء في مدينة تورناي البلجيكية، القريبة من الحدود الفرنسية.
من جانبها، قالت لجنة دعم إيكويسن في بيان نُشر مساء الجمعة على صفحتها على فيسبوك، مع آخر تسجيل فيديو للداعية قبل توقيفه، إن أعضاءها "في حالة تعبئة للتوصل إلى الإفراج عنه".
ينتقد إيكويسن في تسجيل الفيديو وزارة الداخلية الفرنسية، لكنه يؤكد "ثقته في القضاء"، ويشدد الرجل المولود في فرنسا ويحمل الجنسية المغربية على أنه "فرنسي (…) في عقله"، وأنه ذهب إلى الخارج "لأنه طُلب مني مغادرة بلدي". ويقول "لم أنتظر حتى يستمتع الوزير بطردي بالقوة (…) أمام الكاميرات".
كان الإمام إكويسن قد توارى عن الأنظار منذ قرار مجلس الدولة السماح بطرده، في نهاية أغسطس/آب 2022، ثم صدرت مذكرة توقيف أوروبية بحقه عن قاضٍ للتحقيق في فالنسيان (شمال)، بتهمة "التهرب من تنفيذ قرار الترحيل".
وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، قال الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2022، على هامش رحلة إلى كايين في غويانا الفرنسية، إنه "سعيد باعتقال" الإمام المغربي.
أضاف دارمانان: "يسعدني اعتقال إيكويسن من قِبل الأجهزة البلجيكية التي أشكرها بصدق"، مؤكداً أن "التهرب من قرار الطرد من الأراضي الوطنية جريمة يدينها قانون العقوبات".
كان دارمانان قد أعلن، في نهاية يوليو/تموز 2022، طرد هذا الداعية لأسباب تتعلق "بأمن الدولة".
يواجه الإمام المغربي اتهامات باعتماد "خطاب دعوي تتخلله تصريحات تُحرض على الكراهية والتمييز، وتحمل رؤية إسلامية تتعارض مع قيم الجمهورية". ومنذ ذلك الحين يشكل الإمام محور جدل قانوني.
من جهتها، تُشكك محامية إيكويسن، مي لوسي سيمون، في صلاحية مذكرة التوقيف بحق الإمام، مؤكدة أنها تعتمد على "مخالفة" ترى أنها "غير مثبتة"، وقد تساءلت في بداية سبتمبر/أيلول 2022: "لماذا يجري البحث عنه؟ لماذا السعي إلى إعادته؟".
تقول وزارة الداخلية الفرنسية إن الأمر يعود الآن إلى القضاء البلجيكي لتسليمه إلى السلطات الفرنسية بموجب مذكرة التوقيف.
قد تستغرق إجراءات تسليم الإمام إلى فرنسا أسابيع إذا اعترض عليها، وبين الخلافات القانونية والمعارك الإعلامية غذَّت النقاشات حول الإمام نشرات الأخبار الفرنسية، في أغسطس/آب 2022.
فبعد الإعلان عن ترحيله إلى المغرب، علقت المحكمة الإدارية في باريس القرار، معتبرة أنه يشكل "مساساً غير متكافئ (…) بحياته الخاصة والعائلية".
كان الإمام قد أثار جدلاً للمرة الأولى في 2004، بسبب تصريحات اعتُبرت معادية للسامية في خطاب ألقاه حول فلسطين، واعترف لاحقاً بأن "تعليقاته غير لائقة" واعتذر.
ويتابع 178 ألف مشارك قناته على منصة يوتيوب، حيث يلقي عبرها دروساً وخطباً حول الإسلام في الحياة اليومية، من الفقر إلى العنف وغيرها.
إيكويسن وُلد في فرنسا، وقرَّر عندما بلغ سن الرشد ألَّا يطلب الجنسية الفرنسية، وهو يقول إنه تخلَّى عنها في سن السابعة عشرة تحت تأثير والده، ثم حاول عبثاً استعادتها.
في حين أن أولاده الخمسة وأحفاده الـ15 فرنسيون يقيمون في شمالي فرنسا.