أقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 29 سبتمبر/أيلول 2022، بوقوع "أخطاء" في أثناء تنفيذ التعبئة العسكرية الجزئية بالبلاد، وأمر السلطات المعنية بتصحيحها.
حيث قالت وكالة الأناضول إن بوتين بحث تطورات التعبئة العسكرية الجزئية، مع أعضاء مجلس الأمن الروسي خلال اجتماع الخميس. وأشار بوتين إلى ضرورة استدعاء الأشخاص الذين يتمتعون بخبرة عسكرية فقط إلى الجيش في إطار التعبئة الجزئية.
كما قال بوتين إن الأشخاص الذين تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية يجب أن يخضعوا حتماً لتدريب إضافي قبل إرسالهم إلى الوحدات. وأكّد أنه "يجب تصحيح جميع الأخطاء وعدم السماح بوقوعها مجدداً في المستقبل".
الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الروسي تعبئة عسكرية جزئية في البلاد، إثر تقدم القوات الأوكرانية بالمناطق الشرقية.
فيما أدى قرار الكرملين الإعلان عن تعبئة جزئية إلى اندفاع الرجال في سن التجنيد لمغادرة البلاد؛ مما أدى إلى هجرة عقول جديدة، ربما لم يسبق لها مثيل.
حيث تشكّلت اختناقات مرورية امتدت لأميال عند المعابر الحدودية لروسيا، بينما نفذت معظم تذاكر الطائرات التجارية ذات الاتجاه الواحد للأيام المقبلة، وتضاعفت أسعارها بشكل غير مسبوق.
فيما ذكرت جماعات حقوقية مستقلة أنَّ حرس الحدود عند نقطة العبور العملياتية الوحيدة لروسيا مع جورجيا يمنعون، منذ يوم الأحد 25 سبتمبر/أيلول، بعض الأشخاص من الخروج، مستشهدين بقانون التعبئة.
رداً على سؤال حول احتمال إغلاق الحدود في مكالمة مع الصحفيين، يوم الإثنين 26 سبتمبر/أيلول، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "لا أعرف أي شيء عن هذا. في الوقت الحالي، لم يُتخَذ أي قرار بهذا الشأن".
بينما توقعت إحدى الدراسات أن تخسر روسيا 15% من أصحاب الملايين هذا العام، مع انتقال مواطنيها الأكثر ثراءً إلى الخارج. ومن المرجح أن تؤدي التعبئة إلى تعميق هذا التدفق؛ مما قد يؤدي إلى تفاقم الضرر الذي يلحق بالاقتصاد الروسي.
مع صدور هذا القرار ارتفع سعر بعض تذاكر السفر من موسكو عشرة أضعاف، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن عدداً من الروس وصلوا إلى إسطنبول، السبت 24 سبتمبر/أيلول 2022.
أشارت الوكالة إلى أنه لم يشأ أحد من الروس الواصلين إلى إسطنبول والحاملين أمتعتهم المُعدّة على عجل، الكشف عن هوياتهم الكاملة؛ خوفاً من اتخاذ الشرطة الروسية تدابير بحقّ أقرباء لهم اختاروا البقاء في روسيا.
عبّر الجميع عن قلق لم يعرفوه منذ بدء الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.
منذ 24 فبراير/شباط الماضي، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا؛ ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.