تعمل الشركات الأوروبية على تكثيف الإجراءات الأمنية حول خطوط الأنابيب، حيث سلط التخريب المشتبه به لخطي أنابيب "نورد ستريم"، ينقلان الغاز الطبيعي من روسيا، الضوء على ضعف البنية التحتية للطاقة في أوروبا ودفع الاتحاد الأوروبي إلى التحذير من انتقام محتمَل، وفق ما ذكرته وكالة Associated Press الأمريكية.
حيث قال بعض المسؤولين الأوروبيين وخبراء الطاقة إن روسيا من المرجح أن تتحمّل المسؤولية عن أي تخريب يطال أنابيب "نورد ستريم"، رغم أن آخرين حذّروا من توجيه أصابع الاتهام حتى يتمكن المحققون من تحديد ما حدث. كما نفت موسكو أي صلة لها بالتخريب واتهمت دولة أجنبية بذلك.
فيما قلصت روسيا بشدة شحنات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، رداً على العقوبات التي فرضها الغرب بعد غزو أوكرانيا.
حيث زادت شركة غازبروم الروسية العملاقة للطاقة الضغوط، وهددت على "تويتر" بوقف التعامل مع شركة أوكرانية تسيطر على أحد خطي الأنابيب المتبقيين، اللذين يشحنان الغاز الروسي إلى أوروبا.
بينما قالت أجاتا لوسكوت ستراشوتا، الزميلة الأولى في سياسة الطاقة في مركز الدراسات الشرقية في وارسو: "هذا يعني تصعيداً كبيراً واستعداداً للتصعيد".
كما قال علماء الزلازل إن الانفجارات هزت بحر البلطيق قبل اكتشاف تسريبات غير عادية، يوم الثلاثاء، على خطي أنابيب "نورد ستريم"، تحت الماء يمتدان من روسيا إلى ألمانيا.
بينما أُبلِغَ عن 3 تسريبات على خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2، اللذين كانا مليئين بالغاز الطبيعي، ولم يتم توصيل الوقود إلى أوروبا منذ أن أوقفت روسيا التدفق لممارسة الضغط الاقتصادي على القارة.
مع ذلك، مع ظهور مخاوف من مزيد من الاضطرابات، قالت شركات الطاقة الأوروبية والحكومات، الأربعاء، 28 سبتمبر/أيلول، إنها بدأت بالفعل في تقوية البنية التحتية للطاقة.
حيث قالت شركة النفط النرويجية الحكومية Equinor إنها رفعت مستوى الاستعداد في جميع منشآتها. وقد ارتفعت صادرات الطاقة النرويجية مع سعي الدول الأوروبية لإيجاد بدائل للإمدادات الروسية.
قبل اكتشاف تسربات خط الأنابيب "نورد ستريم"، الثلاثاء، 27 سبتمبر/أيلول، انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا من ذروتها على الإطلاق في أواخر أغسطس/آب، لأن الدول ملأت مرافق التخزين إلى 87% من طاقتها قبل الشتاء، إذ يرتفع حينها الطلب على الوقود لتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء.
لكن أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ارتفعت بنحو 14%. وأصبحت أسعار الغاز الطبيعي أعلى بثلاث مرات تقريباً مما كانت عليه قبل غزو روسيا لأوكرانيا.
فيما تهدد أزمة الطاقة التي سببتها الحرب التقنين وإغلاق الأعمال والركود في أوروبا. وستتأثر قدرة القارة على اجتياز الشتاء بشدة بمدى برودة الطقس، وما إذا كان بإمكانهم العثور على الإمدادات لتعويض ما فقدوه من روسيا.
هبط سعر مصدر رئيسي آخر للدخل الروسي -النفط- بشكل حاد من ذروة يونيو/حزيران، التي تجاوزت 120 دولاراً للبرميل. ويوم الأربعاء، تم تداول العقود الآجلة لخام برنت عند 87.40 دولاراً للبرميل، بارتفاع أكثر من 5% منذ يوم الإثنين.
يثير حجم أضرار خط الأنابيب، إلى جانب التداعيات السياسية، شكوكاً جدية حول مستقبل مشروع نورد ستريم، الذي أُطلِقَ حتى تتمكن روسيا من إيصال الغاز مباشرة إلى ألمانيا. وتعرض المشروع لانتقادات شديدة من الغرب، لأنه زاد من اعتماد أوروبا على واردات الغاز الروسي.
حيث قال رئيس وكالة الطاقة الدنماركية، كريستوفر بوتزاو، الأربعاء، إنه ليس من الواضح متى سيكون من الآمن للمحققين فحص الأنابيب التالفة، والتي قال إنها مصنوعة من الصلب بسماكة 12 سم، مطلية بالخرسانة. تقع خطوط الأنابيب في قاع البحر بعمق يتراوح بين 70 و90 متراً.
كما قالت وكالة الأمن الداخلي السويدية، الأربعاء، إنها تحقق في ما حدث لخط الأنابيب، وإنه يمكن استبعاد "وجود قوة أجنبية وراء ذلك".
كان وزير الخارجية البولندي، زبيغنيو راو، أكثر صراحة، حيث أشار الثلاثاء، إلى أن التسريبات قد تكون جزءاً من حملة روسيا لممارسة الضغط على الغرب لدعم أوكرانيا.