استنكر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول 2022، مجدداً الاستفتاءات التي أُجريت في الأجزاء المحتلة من أوكرانيا للموافقة على مقترحات الانضمام إلى روسيا، قائلاً إنها "مهزلة" ولا يمكن وصفها أبداً بالمشروعة.
حيث قال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور: "هذه المهزلة في الأراضي المحتلة لا يمكن حتى وصفها بأنها محاكاة لاستفتاء".
زيلينسكي يرفض الاستفتاء الروسي
زيلينسكي كذلك أضاف أن أوكرانيا ستدافع عن شعبها الذي ما زال يعيش تحت الاحتلال في أربع مناطق جرت فيها الاستفتاءات- دونيتسك ولوجانسك وزابوريغيا وخيرسون- وفي أجزاء من منطقة خاركيف لا تزال تحت الاحتلال.
أفاد أيضاً بأنه ستكون هناك أخبار جيدة قريباً من الجبهة، لكنه لم يقدم أي تفاصيل في الوقت الحالي. وقال: "نحن نتقدم وسوف نحرر أرضنا".
في الوقت ذاته، أعلنت وكيلة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسية، روز ماري دي كارلو، أن الاستفتاءات المدعومة من روسيا في مقاطعات أوكرانية محتلة "لا تعبر بشكل حقيقي عن الإرادة الشعبية" و"ليست قانونية" بموجب القانون الدولي.
حيث قالت دي كارلو في كلمة بمجلس الأمن الدولي، في نيويورك، إن "الإجراءات الأحادية الجانب التي تهدف إلى إضفاء صبغة الشرعية على محاولة الاستيلاء بالقوة من قبل دولة ما على أراضي دولة أخرى، مع الادعاء بأنها تمثل إرادة الشعب، لا يمكن اعتبارها قانونية بموجب القانون الدولي".
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وسائل إعلام حكومية روسية أن 98% من المشاركين في الاستفتاءات صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا، وذلك في عمليات التصويت التي نظمت في مقاطعات خيرسون وزاباروغيا ودونيتسك ولوغاسنك الأوكرانية.
في حين أكدت المسؤولة الأممية أن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بشكل كامل بسيادة ووحدة واستقلال وسلامة أراضي أوكرانيا، مطالبة روسيا باحترام قوانين أوكرانيا في المقاطعات المحتلة، بموجب القانون الدولي.
إدانات دولية
في سياق متصل، فقد أدان المجتمع الدولي الاستفتاءات على نطاق واسع، ووصفتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة بأنها استفتاءات "صورية" مؤكدة عدم الاعتراف بها.
حيث أعلن مسؤولون موالون لروسيا في 3 مقاطعات انفصالية شرقي أوكرانيا انتصارهم في الاستفتاءات التي نظمت للانضمام إلى روسيا. وقال رئيس لجنة الانتخابات في "جمهورية لوغانسك الشعبية" التي أعلنها الانفصاليون أن "نحو 98.42% من المشاركين في الاستفتاء صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا".
بناء على النتيجة، سيتوجه رئيس لوغانسك المدعوم من موسكو، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليطلب منه النظر في ضم المنطقة إلى روسيا. وفي خيرسون، صوت 87.05% من المشاركين لصالح الانضمام إلى روسيا، وفقاً للنتائج الأولية التي أعلنتها لجنة انتخابات المقاطعة المدعومة من روسيا.
كما ذكرت وسائل إعلام روسية أن حوالي 93.11% من الناخبين في مقاطعة زاباروغيا صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا وفقاً للنتائج الأولية. وصوت 94.75% من مواطني "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي أعلنها الانفصاليون، لصالح الانضمام إلى روسيا، وذلك بعد فرز 56.85% من الأصوات، بحسب رئيس لجنة انتخابات المنطقة.
ضم مقاطعات أوكرانية إلى روسيا
في سياق ذي صلة، أعلن مجلس الاتحاد الروسي، مساء الثلاثاء، أنه قد ينظر في ضم مقاطعات لوغانسك ودونيتسك خيرسون وزابوروغيا إلى روسيا في اجتماعه المقبل المقرر في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
حيث قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفينكو: "سنحترم إرادة سكان مقاطعة جمهوريتي دونيتسك الشعبية ولوغانسك الشعبية ومقاطعتي زاباروغيا وخيرسون. وإذا كانت هناك مثل هذه الإرادة من جانبهم، فسوف ندعمها بالطبع".
أضافت: "في الوقت الحالي، لا أرى ضرورة لعقد أي اجتماعات غير مقررة. أعتقد أننا مستعدون للنظر في هذه القضية في 4 أكتوبر/تشرين الأول".
فيما انتهت عمليات الاستفتاء على الانضمام إلى روسيا في المقاطعات المذكورة، وبدأ فرز الأصوات، وفق إعلام روسي.
جدير بالذكر أنه وفي الجمعة، انطلق استفتاء الانضمام إلى روسيا في لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروغيا شرقي أوكرانيا، في خطوة نددت بها الدول الغربية، وقالت إنها لن تعترف بنتائجها.