تستهدف حملة التعبئة الروسية في شبه الجزيرة المحتلة تتار القرم- وهم جماعة عرقية تعارض الحكم الروسي منذ ضم المنطقة إلى روسيا عام 2014- أكثر من غيرهم، وفق ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، عن نشطاء حقوقيين.
إذ قال ناشط من تتار القرم في مقابلة عبر الهاتف: "أينما أذهب، أسمع أن غالبية المطلوبين للمشاركة في الحرب من تتار القرم، ونعلم أنهم يستهدفون القرى التي يكون أغلب سكانها من تتار القرم. وهذه كارثة سنحتاج سنوات للتخلص من آثارها".
يشكل تتار القرم، ومعظمهم مسلمون، نحو 13% من سكان شبه جزيرة القرم. ولا يوجد تصنيف رسمي للمطلوبين للتعبئة العسكرية، لكن بعض الأدلة الكلامية تشير إلى أن تتار القرم مستهدفون أكثر من غيرهم. وتقدر منظمة Crimean SOS الحقوقية الأوكرانية أن 90% من إخطارات التعبئة جاءت إلى تتار القرم.
وتابع الناشط: "في الوقت الحالي، لا يتحدث أحد إلا عن هذا الموضوع. كيف تهرب وكيف تختبئ وكيف تخرج من روسيا. بالأمس كنت في حفلة عيد ميلاد ولم يتطرق أحد إلى أي شيء آخر. لا ابتسامات ولا أفراح. الجميع مكتئبون والنساء لا يتوقفن عن البكاء".
أوامر استدعاء
إلى ذلك، قالت تاميلا تاشيفا، كبيرة ممثلي زيلينسكي في شبه جزيرة القرم، وهي من تتار القرم، إنها تلقت عشرات التقارير من تتار القرم عن أفراد شرطة يأتون إلى بلداتهم وقراهم ويوزعون عليهم أوامر الاستدعاء، مشيرة إلى أن المواطنين في حالة ذعر ولا يعرفون ما يفعلون.
كما أضافت: "في البداية حاولوا شراءنا، ثم حاولوا قمعنا، والآن يرون التعبئة طريقة للتخلص منا".
فيما أشار آخرون أيضاً إلى مشاعر العجز والهلع التي انتشرت بين تتار القرم، ومحاولة بعضهم الفرار من شبه الجزيرة.
الهروب من الجزيرة
لكن الهروب ليس سهلاً، إذ يقع أقرب مطار دولي في الخدمة على بعد مئات الأميال من شبه جزيرة القرم، والشائعات تقول إن روسيا قد تغلق الجسر فوق مضيق كيرتش الذي يربط شبه الجزيرة بروسيا، والطوابير ضخمة عند الحدود البرية المفتوحة المتبقية بين روسيا والبلدان الأخرى.
يُشار إلى أن العشرات من تتار القرم سجناء سياسيون، وارتفعت وتيرة الاعتقالات والضغوط بين صفوفهم منذ أن بدأت الحرب في فبراير/شباط 2022، فيما تترقب السلطات الروسية أي عمليات تخريب ومؤامرات بين السكان الذين تعتبرهم غير موالين لها.