توثق: العراق ليس أتعس شعب في العالم، بل تسبقه 8 دول عربية أبرزها الأردن ومصر

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/26 الساعة 14:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/06 الساعة 10:18 بتوقيت غرينتش

تتناقل العديد من الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً معلومة تقول إن العراق احتلّ المرتبة الأولى في قائمة الشعوب الأكثر تعاسة في العالم، وتحيل المعلومة لمؤشر السعادة العالمي.

ما مدى صحة هذه المعلومة؟ وما هي الدول العربية الأكثر تعاسة في السنين الأخيرة؟ وعلى أيّ معايير يعتمد هذا المؤشر؟

العراق كان تعيساً لزمن طويل لكن لم يعد "الأتعس"

احتلّ العراق مرتبته بالفعل في قائمة "أقل البلدان سعادةً" الصادرة عن مؤسسة غالوب لسنين عدة، إلا أنّ بلداناً عربية وغير عربية سبقته في مؤشرات انعدام السعادة في السنوات الأخيرة. 

وصُنّف العراق بالفعل الدولة الأكثر تعاسة في العالم على مدى 4 سنين متتالية، إلى أن تراجع مرتبة واحدة في 2017، لتسبقه جمهورية إفريقيا الوسطى، التي كانت تعاني من الصراعات والعنف، وبقي العراق الدولة العربية الأكثر تعاسة. 

وكان العراق وسوريا أيضاً الشعبين الأقل احتمالاً لـ"الإبلاغ عن المشاعر الإيجابية" عام 2012، وفقاً لمؤسسة غالوب أيضاً، أي إن إجاباتهم جاءت بأعلى مستويات من المعاناة من المشاعر السلبية، وكانت سوريا آنذاك تنحدر بحدّة نحو أقل مراتب السعادة أيضاً جرّاء الحرب.

ماذا عن العراق الآن؟ عند النظر إلى آخر ما صدر من تقارير مؤشر السعادة العالمي، يتبين أن العراق أصبح في المرتبة 107 من أصل 146 دولة موجودة في التقييم، وذلك عن المدة الواقعة بين عامي 2019 و2021، ما يعني أن هنالك 39 دولة أكثر تعاسة منه حالياً، يصادف أن 8 منهم دول عربية.

لبنان الدولة العربية الأكثر تعاسة.. ما هي الدول العربية الأقل سعادة؟ 

أصبح لبنان الدولة العربية الأكثر تعاسة في آخر استطلاعات غالوب عن المدة الواقعة بين 2019-2021، وثاني أتعس دولة على مستوى العالم (ترتيب 145 من 146).

وأتى الأردن بعد لبنان على قائمة أتعس الدول العربية (بترتيب 134 على مستوى العالم)، وقد شهدت هاتان الدولتان واحداً من أسوأ مستويات الانخفاض على التصنيف أيضاً، أي إنهما انخفضا في مؤشر السعادة بمستوى قياسي أيضاً. 

بعد الأردن مباشرة أتت موريتانيا (133) واليمن (132)، ثم مصر بمثابة خامس أتعس دولة عربية (129 في مؤشر السعادة العالمي). 

وسبق العراق في مستويات التعاسة في السنوات الأخيرة أيضاً كلّ من الأراضي الفلسطينية وتونس وجزر القمر. 

وحققت دول الخليج أعلى المراتب ضمن ترتيب مؤشر السعادة في القائمة العربية، وكانت الصدارة لدولة البحرين التي صعدت بدرجات كبيرة في السنوات الأخيرة ضمن التقييم (وصلت للترتيب الـ21 على مستوى العالم)،  ومن ثم الإمارات والسعودية.

يُذكر أن هناك بعض الدول العربية غير مضمّنة في هذا الاستطلاع، مثل سوريا وقطر وسلطنة عمان. 

على أيّة معايير تُقيّم مستويات السعادة العالمية؟

اعتمد تقرير السعادة العالمي الصادر في 2022، على البيانات المأخوذة من استطلاعات رأي غالوب العالمية لأعوام 2019 و2020 و2022 من دول مختلفة حول العالم.

 وتهدف هذه الاستطلاعات لقياس جودة الحياة الشخصية وتصنيف متوسط تقييمات الحياة وفق منهج يُدعى بسلّم كانتريل، حيث يطلب من المشاركين تخيل أنفسهم على سلم يتألف من خطوات مرقمة من صفر في الأسفل حتى 10 في الأعلى، ويمثل الصفر أسوأ حياة ممكنة مقابل سيناريو الحياة الأفضل عند الخطوة 10. 

وتسجل استطلاعات غالوب نقاطاً تتعلق بالتأثير الإيجابي والسلبي الذي يمر به الأشخاص المستطلعون، وذلك عبر مجموعات الأسئلة التي تتطلب جواباً بنعم أو لا، وكذلك سؤال الأفراد عن تجاربهم العاطفية التي مرّوا بها في اليوم السابق.

ومن ثم يحاول تقرير السعادة العالمي تفسير مستويات السعادة المسجلة للدول بناءً على عوامل 6، وهي مستويات الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط العمر المتوقع، والعطاء، والدعم الاجتماعي، والحرية، والفساد، أي المدى الذي يساهم به كل عامل من هذه العوامل في زيادة تقييمات الحياة في بلدٍ معين.

مع إبراز مجال الثقة الإحصائي لكل دولة، والذي يتباين مع مقدار حجم العينة المأخوذة من البلد المدروس، إذ لم تتوفر بعض البيانات عن بعض الدول في عام 2020 أو 2021، ما حدا بالتقرير لأخذ المتوسط بناءً على بيانات 2019 لهذه البلدان المحددة.   

تحميل المزيد