قالت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2022، إن الدول الغربية تتجه إلى إفريقيا سعياً لتخفيف سيطرة الصين على العناصر المهمة المستخدمة في صناعة السيارات الكهربائية والهواتف المحمولة وأشباه الموصلات وحتى الطائرات المقاتلة.
كانت "شراكة أمن المعادن"، التي تشكلت مؤخراً وتضم بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودولاً غنية أخرى؛ قد اجتمعت بالعديد من الدول الغنية بهذه المعادن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي لمناقشة مشاريع استخراج المعادن.
وشملت قائمة الدول المدعوة؛ موزمبيق وناميبيا وتنزانيا وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
"تهافت" على المعادن والعناصر الأرضية
في خضم ذلك، يتوقع الخبراء منذ فترة طويلة "تهافتاً" عالمياً على المعادن والعناصر الأرضية النادرة التي ستشعل ثورة الطاقة الخضراء. لكن الصين هيمنت على سلسلة التوريد بإبرامها اتفاقات تعدين في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وكانت الصين في عام 2019 مصدر 80% من واردات أمريكا من العناصر الأرضية النادرة. وأمنت روسيا أيضاً صفقات مربحة في إفريقيا، بعد أن زودت أنظمتها الحاكمة بالمرتزقة لدعمها.
هذا الوضع يترك الدول الغربية في مهب الريح، خاصة بعدما كشف غزو أوكرانيا مدى الاعتماد الغربي على الوقود الروسي، حسب الصحيفة البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن أليكس فاينز، رئيس برنامج إفريقيا في مركز أبحاث تشاتام هاوس، قوله: "أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى زيادة التركيز الغربي على إفريقيا لتنويع وتأمين سلاسل إمداد الطاقة والمعادن. وهذا يضمن عدم استئثار الصين بهذه الثروات وحصرها في الاستثمار الغربي أو فتحها للأسواق".
ثروة المعادن في إفريقيا
وثلث المعادن التي يتطلبها التحول إلى الطاقة المتجددة متوفر في جنوب إفريقيا وصولاً إلى كينيا. وينتج الحزام الغني بالمعادن الذي يمتد بين زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر من 70% من الكوبالت في العالم.
وهذه الأموال توفر فرصة نمو للحكومات التي تعاني أزمات مالية. وتعمل زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية على تطوير مصنع للبطاريات الكهربائية على حدودهما؛ وتتطلع ناميبيا إلى استغلال ثروتها من العناصر الأرضية النادرة لإنتاج مغانط توربينات الرياح.
ويمثل الاجتماع، الذي انعقد الخميس 22 سبتمبر/أيلول، أكبر غزو أمريكي لقطاع المعادن الإفريقي منذ أكثر من عشر سنوات. وسيجري اختيار مشاريع التعدين الأولى التي ستفيد من هذه الشراكة في الأشهر القليلة المقبلة.
ويؤكد المسؤولون الغربيون على ضرورة اتباع معايير بيئية واجتماعية صارمة، علماً بأن الاستغلال والأجور المنخفضة كانت دوماً من السمات المميزة لصناعة الكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتسعى أمريكا إلى صد النفوذ الصيني والروسي المتزايد في إفريقيا والظهور بمظهر الشريكة التقدمية.