قالت صحفية إيرانية إن المتظاهرة الشابة حدس نجفي قُتلت يوم الأحد 25 أيلول/سبتمبر 2022، بعد انتشار مقطع فيديو تظهر فيه أمام قوات الأمن الإيرانية وهي تربط شعرها، وفق ما نقلته إذاعة "مونت كارلو الدولية" الفرنسية الإثنين 26 سبتمبر/أيلول.
يأتي هذا بينما يتزايد الاضطراب الاجتماعي منذ عدة أيام في إيران ضد السلطة وقواعد اللباس الصارمة التي تفرضها على النساء، حيث أدت المواجهات بين المحتجين والأمن لوفاة عشرات الأشخاص وإصابة واعتقال المئات من المتظاهرين.
بعد عشرة أيام من مقتل مهسا أميني التي أثارت وفاتها موجة احتجاجات غير مسبوقة في جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية، سببت وفاة امرأة أخرى ضجة كبيرة في البلاد.
6 رصاصات قتلت متظاهرة
حسب موقع الإذاعة الفرنسية، فإن حدس نجفي عمرها 21 سنة قُتلت الخميس 22 أيلول/سبتمبر بست رصاصات في الرأس والرقبة والصدر على أيدي قوات الأمن أثناء مظاهرة في مدينة كرج على بُعد 20 كيلومتراً من طهران.
بينما نقلت شقيقتها أخبار الوفاة للصحفية الإيرانية مسيح علي نجاد كما انتشر مقطع فيديو نرى فيه نساء يبكين ويتجمعن حول صورة للمتظاهرة الشابة.
بالنسبة لعلي نجاد، "يجب أن تصبح حدس نجفي رمزاً آخر مثل مهسا أميني؛ لأنها لم تصمت في وجه الاستبداد. قُتلت بسبب احتجاجها على موت مهسا الوحشي. أدعو العالم أن يكون أيضاً صوت حدس نجفي. بطلة حقيقية".
كما نشرت شقيقة نجفي على إنستغرام رسالة مفجعة تتحدث فيها مباشرة إلى سلطات بلدها وتقول: "أنتم أيها الأوغاد أطلقتم عليها النار في قلبها. لماذا أطلقتم عليها النار في رقبتها ويدها وجبهتها؟ كم رصاصة كنتم بحاجة لها لقتل فتاة تزن 40 كيلوغراماً فقط؟".
أضيفت نجفي إلى قائمة القتلى منذ بدء التظاهرات التي أوقعت خلال 10 أيام فقط، بحسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية غير الحكومية، 54 قتيلاً على الأقل بينما تقدر الحصيلة الإيرانية الرسمية عدد المتظاهرين وقوات الأمن الذين قتلوا خلال الاشتباكات العنيفة بـ41.
إيران تتوعّد أمريكا بسبب الاحتجاجات
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين، إن المحاولات الأمريكية لانتهاك سيادة إيران على خلفية الاحتجاجات لن تمر دون رد، في الوقت الذي لم تظهر فيه أي إشارة على تراجع أكبر اضطرابات في البلاد منذ عام 2019.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني لموقع نور نيوز الإخباري التابع لجهاز أمني كبير في بيان: "تحاول واشنطن دائماً زعزعة استقرار طهران وأمنها على الرغم من أنها لم تنجح في ذلك".
كما اتهم كنعاني، عبر صفحته على إنستغرام، قادة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية باستغلال حادث مأساوي لدعم "مثيري الشغب" وتجاهل "وجود الملايين في شوارع البلاد وساحاتها لدعم النظام".
تعد الاحتجاجات الحالية المناهضة للحكومة أكبر احتجاجات تجتاح البلاد منذ مظاهرات عام 2019 على أسعار الوقود، وقالت رويترز حينها إن 1500 شخص قُتلوا في حملة قمع للمتظاهرين، في أعنف موجة من الاضطرابات الداخلية في تاريخ الجمهورية الإسلامية.