حذر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، الأحد 18 سبتمبر/أيلول 2022، من أن الطريقة التي سترد بها روسيا على انتكاساتها في ساحة المعركة بأوكرانيا لم تتضح بعد، بينما قالت بريطانيا إن روسيا وسعت ضرباتها على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، ومن المرجح أن تواصل توسيع نطاق أهدافها.
حيث قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الأوكرانية صدت هجمات شنتها القوات الروسية في مناطق بخاركيف في الشرق وخيرسون في الجنوب؛ حيث تشن أوكرانيا هجمات مضادة هذا الشهر، وكذلك في أنحاء من دونيتسك في جنوب شرق البلاد.
بينما تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمواصلة القتال. وقال في خطابه المسائي المعتاد: "ربما يبدو للبعض منكم أنه بعد سلسلة من الانتصارات، صار لدينا الآن نوع من الهدوء… لكن لن تكون هناك تهدئة. هناك استعدادات للسلسلة المقبلة (من المناطق التي ستحرر)… يجب تحرير كامل الأراضي الأوكرانية".
حسب وكالة رويترز، يحاول أوكرانيون عائدون إلى المناطق، التي انسحبت منها القوات الروسية بشمال شرق البلاد جراء الهجوم الأوكراني السريع، العثور على جثث ذويهم، بينما تواصل روسيا قصف أهداف في شرق أوكرانيا بالمدفعية والطائرات.
تحذيرات بوتين وبايدن
لم يرد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الاتهامات، لكنه قلل من أهمية الهجوم الأوكراني المضاد السريع، وحذر من أن موسكو سترد بقوة أكبر إذا تعرضت قواتها لمزيد من الضغوط.
بينما أثارت مثل هذه التهديدات المتكررة مخاوف من أن يُقدم بوتين في مرحلة ما على استخدام وسائل غير تقليدية مثل أسلحة نووية صغيرة أو أسلحة كيماوية.
في مقابلة مع برنامج (60 دقيقة)، نشرت محطة (سي.بي.إس) مقتطفات منها السبت 17 سبتمبر/أيلول، سُئل الرئيس الأمريكي جو بايدن عما سيقوله لبوتين إن كان يفكر في استخدام مثل تلك الأسلحة، فرد بالقول: "لا تفعل لا تفعل لا تفعل. هذا سيغير وجه الحرب بطريقة لم يكن لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية".
فيما حذر بعض المحللين العسكريين من أن موسكو قد تتسبب في حادث نووي في محطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا، والتي تخضع حالياً لسيطرة روسيا.
تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف محيط المحطة، مما أدى إلى تضرر مبان وتعطيل خطوط الكهرباء التي تبقيها مبردة وآمنة.
كما دعا الجنرال مارك ميلي، بعد زيارة قاعدة عسكرية في بولندا تقدم مساعدات للمجهود الحربي الأمريكي، إلى مزيد من اليقظة في صفوف قوات بلاده. وكانت تصريحاته بمثابة تذكير بمخاطر التصعيد في الوقت الذي تساعد فيه الولايات المتحدة وشركاء لها في حلف شمال الأطلسي أوكرانيا عن بعد.
قال ميلي في وارسو بعد زيارته للقاعدة: "لا تسير الحرب على هوى روسيا في الوقت الحالي. ولذلك يقع على عاتقنا جميعاً الحفاظ على أوضاع استعداد وتأهب عالية". وطُلب من الصحفيين المرافقين لميلي عدم نشر اسم القاعدة أو وصف موقعها.
استهداف روسيا البنيات التحتية
بينما ذكر حكام مناطق في أوكرانيا، الأحد، أن خمسة مدنيين قتلوا في هجمات روسية على منطقة دونيتسك في اليوم السابق، كما تضررت العشرات من البنايات السكنية وخطوط أنابيب الغاز وخطوط الكهرباء في ضربات روسية في منطقة نيكوبول.
فيما قالت وزارة الدفاع البريطانية، نقلاً عن إفادة من المخابرات، إن روسيا صعَّدت ضرباتها الجوية للبنية التحتية المدنية، والتي أصابت أهدافاً منها شبكة كهرباء وسد، خلال الأيام السبعة الماضية.
أضافت: "في الوقت الذي تواجه فيه انتكاسات على الخطوط الأمامية، من المحتمل أن تكون روسيا قد وسعت نطاق المواقع التي تستعد لضربها في محاولة لإضعاف معنويات الشعب والحكومة في أوكرانيا مباشرة".
مقابر جماعية في أوكرانيا
قال الرئيس الأوكراني، السبت، في خطاب مصور، إن السلطات عثرت على مقبرة جماعية بها جثث 17 جندياً في إيزيوم، وقال إن بعضها يحمل آثار تعذيب.
بينما يبحث سكان في بلدة إيزيوم عن أقاربهم القتلى في مقبرة في منطقة غابات اكتُشفت الأسبوع الماضي، بينما تواصل فرق الطوارئ استخراج جثث. ولم تُحدد بعد أسباب وفاة من في المقبرة، لكن السكان يقولون إن بعضهم لقي حتفه في غارة جوية.
كما قال مسؤولون أوكرانيون الأسبوع الماضي إنهم عثروا على 440 جثة في الغابات بالقرب من إيزيوم. وأشاروا إلى أن معظم القتلى مدنيون ولم تُحدد بعد أسباب وفاتهم. ولم يعلق الكرملين بعد على اكتشاف المقابر، لكن موسكو أنكرت مراراً ارتكاب فظائع في الحرب أو تعمد استهداف المدنيين.
في طريقه بين المقابر والأشجار في غابة لا تزال عمليات استخراج الجثث فيها جارية، كان فولوديمير كوليسنيك يحاول مطابقة الأرقام المكتوبة على صلبان خشبية مع الأسماء في قائمة مكتوبة بخط اليد بعناية؛ لتحديد مكان الأقارب الذين قال إنهم لقوا حتفهم في غارة جوية في الأيام الأولى من الحرب. وقال كوليسنيك إنه حصل على القائمة من شركة جنازات محلية قامت بحفر القبور.
أضاف لرويترز السبت: "لقد دفنوا الجثث في أكياس دون توابيت وبدون أي شيء. لم يسمح لي بالدخول في البداية. قالوا (الروس) إنها ملغومة وطلبوا الانتظار".
فيما قال أولكسندر إلينكوف، رئيس مكتب المدعي العام لمنطقة خاركيف، لرويترز، في الموقع يوم الجمعة: "إحدى الجثث (التي تم العثور عليها) بها علامات قيود وحبل حول الرقبة وكانت مقيدة اليدين"، مضيفاً أنه كانت هناك علامات على عنف أدى إلى الوفاة على جثث أخرى، لكنها ستخضع لفحص الطب الشرعي.