سيستقل قادة دول حول العالم الحافلات أثناء مشاركتهم في جنازة الملكة إليزابيث الثانية، وذلك امتثالاً للبروتوكول الذي وضعته المملكة لمشاركة الزعماء والقادة في المراسم الضخمة التي ستشهدها لندن هذا الأسبوع، فيما سيكون هنالك بعض الاستثناءات.
فعلى سبيل المثال سيستقل إمبراطور اليابان، الذي يحيا حياة باذخة مرفهة في القصر الإمبراطوري بطوكيو، حافلة مزدحمة لحضور جنازة الملكة إليزابيث، يوم الإثنين 19 سبتمبر/أيلول، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، السبت 17 سبتمبر/أيلول 2022.
لكن فيما ابتهج الإمبراطور ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو بهذا النقل الجماعي، لم يبتهج قادة آخرون بفكرة نقلهم عبر حافلات، خاصة أن الرئيس بايدن وعدد قليل من القادة المختارين سيذهبون بسياراتهم المصفحة الخاصة.
مسؤول حكومي بريطاني، وهو واحد من مئات العاملين في جنازة الملكة إليزابيث، قال في تصريح للصحيفة الأمريكية: "جميعهم يفضلون الحضور بسياراتهم الخاصة بطبيعة الحال".
بحسب الصحيفة الأمريكية، اعتذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عدم الحضور، بعد رفض طلبه استخدام سيارته الرئاسية، وقرر إرسال وزير خارجيته مكانه، مولود تشاووش أوغلو، ولم يُستثنَ من هذه القاعدة إلا بايدن، والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ وزعيمان آخران.
المسؤول البريطاني قال إن "هذه الاستثناءات كانت بناءً على مخاوف أمنية، ولا علاقة لها بالسياسة أو أي علاقات خاصة".
يرى عديد من البريطانيين في فكرة ركوب أميرات مدللات وزعماء دول للحافلات مادة للسخرية.
الممثل الكوميدي البريطاني جيمي كار، قال حين سألته صحيفة The Washington Post عن رأيه في هذا الموضوع: "قادة العالم في رحلة ميدانية، وسيصبح سائق هذه الحافلة زعيم العالم لمدة 45 دقيقة، الحافلة حافلتي، وأنا من أضع القواعد! أنت اجلس في الخلف. كوريا الشمالية، حاولي أن تحتملي كوريا الجنوبية. اجلسي يا صين، أنت ماذا تفعل في الخلف؟ اجلس!".
يتفق كار مع رأي خبراء البروتوكول بأن هذا الوقت في الحافلة يمثل فرصة ذهبية، وقال "أتصور أن هذه الأربعين دقيقة في الحافلة قد تنجز ما لم تستطع الأمم المتحدة إنجازه خلال السنوات الأربعين الماضية".
من جانبه، قال سفير بريطانيا السابق لدى الولايات المتحدة كيم داروتش: "لقد اختاروا المجيء. وهذا حدث لن يقع إلا مرة واحدة في العمر، ولن تكون البروتوكولات مثالية. ومعظمهم سيتقبلون ذلك ويشاركون في المراسم، فهي لا تتعلق بهم، بل بالملكة، أعتقد أنَّ الناس سيتعاملون بمنطقية حيال ذلك".
من المرتقب أن يحضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية أكثر من 70 رئيس حكومة من جميع أنحاء العالم؛ ما يمثل أكبر تحدٍّ أمني مدني لبريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
يتوقع أن يصطفّ ما يصل إلى مليوني شخص في الشوارع، فيما تحاول الشرطة تحقيق توازن بين السلامة والموكب الضخم، وفقاً لصحيفة The Washington Post.
تتضمن الخطة الأمنية لتأمين مراسم جنازة الملكة إليزابيث، تمركز قناصة على أسطح المنازل، كما ستُحلّق طائرات استطلاع بدون طيار في سماء المنطقة، وسيشارك 10 آلاف من ضباط الشرطة بالزي الرسمي، مع الآلاف من الضباط بملابس مدنية وسط الحشد.
منذ أيام، تخرج الشرطة مع كلاب شم القنابل في دوريات بالمناطق الرئيسية، وستساعد حراسة أمنية خاصة في السيطرة على الحشود.