منذ تأسيسه عام 1945، شكَّل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أملاً لدى الشعوب التي تعاني من قضايا مفصلية سواء كانت تتعلق بحقوق الإنسان أو بأوضاع اقتصادية متردية نتيجة لحكومات أو إدارات فاشلة، لكن مجلس الأمن يقوم بمهام شبه معطلة بسبب الفيتو الذي تملكه 5 دول تستطيع من خلاله التصويت ضد أي قرار لا يتماهى مع أجندتها حتى أصبحت أمريكا تستخدم سلاح الفيتو لحماية إسرائيل.
احتكرت 5 دول السيطرة على المجلس بالفيتو، وهي الولايات المتحدة وروسيا التي ورثت مقعد الاتحاد السوفييتي وفرنسا وبريطانيا والصين، أعاقت به الدول الخمس 265 مرة، وفق تقرير منشور على موقع الأمم المتحدة يستعرض المرات التي استخدم فيها الفيتو وأبرز القرارات التي تم التصويت ضدها.
تفتتح الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على وقع مطالب لا تتوقف من غالبية الدول الأعضاء (193 دولة)، وعلى رأسها تركيا وألمانيا والهند والبرازيل ومصر وجنوب إفريقيا، بضرورة إصلاح المجلس، باعتباره "حجر الزاوية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وعليه نستعرض في هذا التقرير المرات التي استخدمت فيها الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو للوقوف أمام حقوق الشعب الفلسطيني لصالح إسرائيل.
صوتت 82 مرة نصفها ضد فلسطين
ويوضح الجدول أيضًا استخدام الولايات المتحدة حق النقض 82 مرة، منها 43 مرة ضد القضية الفلسطينية
عام 1976 أسقطت الولايات المتحدة تقريراً لتمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم وحق تقرير المصير، في القرار رقم 3236 الصادر عن الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة.
وجاء في نص القرار "إن الجمعية العامة، وقد نظرت في قضية فلسطين، وقد استمعت إلى بيان منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة شعب فلسطين، واعترافاً منها بأن للشعب الفلسطيني الحق في تقرير المصير وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وإذ تعرب عن بالغ قلقها لكون الشعب الفلسطيني قد منع من التمتع بحقوقه غير القابلة للتصرف، لا سيما حقه في تقرير مصيره، وإذ تسترشد بمقاصد الميثاق ومبادئه، وإذ تشير إلى قراراتها المتصلة بالموضوع، والتي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".
في عام 1980 رفضت الولايات المتحدة التصويت ضد إدانة الأمم المتحدة لإسرائيل بمحاولات ضم القدس الشرقية، كانت الولايات المتحدة وحدها التي صوتت ضد القرار الأممي 478 في مقابل جميع الدول الأعضاء.
في عام 2001 أعدت المجموعة العربية قراراً طلبت فيه نشر مراقبين في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتحجيم التمدد الإسرائيلي، صوتت 12 دولة من أصل 15 بالموافقة على القرار، وامتنعت دولتان عن التصويت، ولكن رفضت واشنطن!
ثم صوتت واشنطن في مجلس الأمن مستخدمة الفيتو عام 2003 ضد القرار رقم 891 الذي يطالب إسرائيل بعدم ترحيل أو تهديد سلامة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
أيد القرار 11 دولة من الدول الأعضاء، امتنعت بريطانيا وألمانيا وبلغاريا عن التصويت، ورفضت الولايات المتحدة.
في 6 من أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته كان فيتو أمريكي صوتت به واشنطن ضد مشروع قرار عربي لوقف العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، ومن أصل 15 دولة، أيدت 11 دولة المشروع وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي ألمانيا وبريطانيا ورومانيا، فيما رفضت واشنطن المشروع.
استخدمت واشنطن الفيتو مجدداً، صوتت به ضد قرار من شأنه إدانة إسرائيل على المجزرة التي ارتكبتها في بيت حانون، لكن واشنطن أوقفت قرار الإدانة.
في عام 2011 أوقفت أمريكا مجدداً قراراً لمجلس الأمن يدين التوسعات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية واعتبارها توسعات غير شرعية، فيما طالب القرار بإيقاف السرطان الاستيطاني، لتعيد أمريكا الكرة، وتصوت ضد مشروع القرار.
أمريكا ليست وحدها
في العام ذاته أبلغ الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الرئيس الفلسطيني عباس بأن واشنطن ستستخدم حق النقض للوقوف أمام أي تحرك في مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية، في تصريح واضح أنه لا سبيل للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني طالما ملكت أمريكا حق النقض "الفيتو".
لم تكن واشنطن وحدها التي استخدمت الفيتو ضد الفلسطينيين، ففي المرة التي رفضت إدارة أوباما التصويت ضد قرار يجبر إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية وفق حدود عام 1948 أبدت روسيا استعداداً نادراً لاستخدام الفيتو، لعرقلة القرار.
ويتألف مجلس الأمن حاليًا من 15 دولة، منها 5 دائمة العضوية هي الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، و10 أعضاء تنتخبهم الجمعية العامة وفق التوزيع الجغرافي.
ويجب أن تحصل الدولة المنتخبة على أصوات ثلثي الدول الحاضرة لجلسة الجمعية العامة، من أجل الحصول على العضوية المؤقتة، ويتم تجديد نصف مقاعد الأعضاء المنتخبين غير الدائمين كلّ عام.