قال مكتب المدعي العام الأوكراني، الجمعة 16 سبتمبر/أيلول 2022، إن بعض الجثث التي انتشلت من مقابر جماعية "تظهر عليها علامات التعذيب".
جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، عقب إعلان الرئيس فولوديمير زيلينسكي، مساء الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022، أن سلطات بلاده عثرت على مقبرة جماعية في مدينة إيزيوم، وذلك بعد أن استعادت السيطرة عليها.
مقبرة جماعية في أوكرانيا
فيما قال مسؤول في الشرطة الأوكرانية إن السلطات عثرت على مقبرة جماعية تضم أكثر من 440 جثة في مدينة إيزيوم بشرق البلاد بعد استعادة السيطرة عليها من القوات الروسية، مضيفاً أن بعض الجثث تعود لأشخاص قُتلوا في قصف وغارات جوية.
في المقابل لم يصدر تعليق فوري من الجانب الروسي على إعلان الرئيس الأوكراني واتهامات المدعي العام في كييف بممارسة القوات الروسية التعذيب ضد أوكرانيين.
فيما قال الحاكم أوليج سينيجوبوف، إنه جرى العثور على جثث مقيدة اليدين في موقع دفن جماعي بمدينة إيزيوم التي استعادتها القوات الأوكرانية في شمال شرقي البلاد، "نحن في موقع الدفن الجماعي لأشخاص، مدنيين دفنوا هنا، والآن بحسب معلوماتنا، فإنهم جميعاً يحملون علامات على مقتلهم بطريقة عنيفة". وتابع قائلاً: "هناك جثث مقيدة اليدين من الخلف. كل واقعة سيتم التحقق منها وتقييمها بشكل قانوني ملائم".
فحص الطب الشرعي
في سياق مواز قال سيرهي بولفينوف، كبير محققي الشرطة في إقليم خاركيف، لشبكة سكاي نيوز، إن كل جثة ستخضع لفحوصات من خبراء الطب الشرعي.
أضاف: "يمكنني القول إنه أحد أكبر مواقع الدفن ببلدة كبيرة في (المناطق) المحررة… هناك 440 جثة دُفنت في مكان واحد". وتابع قائلاً: "قُتل البعض منهم بنيران المدفعية… والبعض الآخر قُتل بسبب الضربات الجوية". وكان آلاف الجنود الروس قد فروا من إيزيوم ونفت روسيا مراراً استهداف المدنيين أو ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
قصف روسي مكثف
فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن المدن والقرى التي استعادتها قوات بلاده من روسيا مدمرة، بينما كثفت مدينة كبيرة جهودها، الخميس، لإصلاح أضرار لحقت بشبكة المياه، من جراء هجمات صاروخية.
كذلك فقد قال مسؤولون إن كريفي ريه، أكبر مدينة في وسط أوكرانيا وكان عدد سكانها قبل الحرب يقدر بنحو 650 ألف نسمة، تعرضت لقصف بثمانية صواريخ كروز الأربعاء.
أوضح زيلينسكي في خطاب بالفيديو نُشر في ساعة مبكرة من صباح الخميس، أن الضربات أصابت سد خزان كاراشونوف. وأكد أن شبكة المياه "ليست ذات قيمة عسكرية" ويعتمد عليها مئات الآلاف من المدنيين يومياً.
المياه تدمر عشرات المنازل
كما قال أولكسندر فيلكول، رئيس الإدارة العسكرية في كريفي ريه، على تليغرام، إن المياه غمرت 112 منزلاً، إلا أن العمل يجري لإصلاح السد الواقع على نهر إينهوليتس، وأن "الفيضانات تواصل الانحسار".
عانت القوات الروسية من انتكاسةٍ هذا الشهر، بعدما قامت القوات الأوكرانية بهجوم مباغت في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد، مما أجبر روسيا على انسحاب سريع.
فيما قام زيلينسكي، الأربعاء، بزيارة مفاجئة لـ"إيزيوم"، التي كانت حتى قبل أربعة أيام معقل روسيا الرئيسي في منطقة خاركيف، وأشرف على رفع العلم الأوكراني بلونَيه الأزرق والأصفر، أمام مبنى مجلس المدينة المتفحم.
حيث قال إن "سلطات إنفاذ القانون لدينا تتلقى بالفعل أدلة على أعمال قتل وتعذيب واختطاف على أيدي المحتلين"، مضيفاً أن هناك "أدلة على إبادة جماعية ضد الأوكرانيين". وأضاف في خطابه المصور: "لم يقوموا إلا بالتدمير والاحتجاز والترحيل، وتركوا القرى مدمرة، وفي بعضها لم ينجُ منزل واحد".
جدير بالذكر أنه وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً عسكرياً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.