قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022، إن السلطات في الهند عثرت على شقيقتين في ولاية أوتار براديش مقتولتين بعد اغتصابهما، ومُعلّقتين على شجرة، في أحدث حادثة عنف جنسي تصدم الهند، ما تسبب باحتجاجات وغضب كبير في الولاية.
حسب الصحيفة فإن جثتَي الفتاتين، اللتين تبلغان من العمر 15 و17 عاماً، وُجدتا معلقتين على شجرة بشاليْهما بالقرب من منزلهما في منطقة لاكيمبور، بعد ظهر الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول. وهما تنتميان إلى طبقة داليت، وهي أدنى مرتبة في نظام الطبقات الهندوسية الهرمي والتمييزي، الذي اعتاد اعتبار هذه الفئة "منبوذة".
الشرطة تقبض على 6 رجال
بدورها، قالت الشرطة إنَّ فحص تشريح الجثة أكد أنَّ الشقيقتين تعرضتا للاغتصاب بعد جرهما إلى حقل قصب السكر، ثم خنقتا حتى الموت قبل شنقهما على الشجرة، لجعل موتهما يبدو كأنه انتحار.
وألقت الشرطة القبض على 6 رجال، بمن فيهم أحد جيران الأسرة، ووُجِهَت إليهم تهم بارتكاب جرائم؛ من بينها الاغتصاب والقتل والتحريض على القتل والتستر عليه.
في السياق، قال رئيس شرطة المنطقة، سانجيف سومان، للصحفيين: "تعرضت الفتاتان للاغتصاب في الحقول. وعندما أصرّتا على أن يتزوّج الرجال بهما، خنقهما الرجال بشاليْهما".
ووفقاً للشرطة، فإنَّ الرجال، الذين كانوا جميعاً من القرية نفسها، كانوا معروفين للفتاتين، وذهبت الشقيقتان معهم طواعيةً، بعد ظهر الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول.
لكن والدة الفتاتين عارضت هذه الرواية، وقالت إنَّ اثنين من الرجال حضرا إلى المنزل بعد ظهر الأربعاء، وأخذا بنتيها بالقوة على دراجات بخارية. مضيفة لوسائل إعلام محلية: "حاولت منعهما وركضت خلفهما، لكنهما ضرباني وغادرا. صرخت وركضت عائدة لطلب المساعدة من أهالي القرية".
احتجاجات وغضب كبير
وأعادت الشرطة جثتي الفتاتين إلى الأسرة، لكنها رفضت إقامة مراسم إحراق الجثتين إلى أنَّ تتعهد الحكومة بإجراء محاكمة سريعة وتعويض الأسرة.
وأثار الحادث احتجاجات محلية وانتقادات للحكومة الحاكمة في ولاية أوتار براديش، بقيادة الراهب الهندوسي القومي المتشدد يوغي أديتياناث، الذي اتُّهِم بعدم بذل جهود كافية لحماية النساء من الاغتصاب والعنف الجنسي، لا سيما النساء من الطبقة الفقيرة والدنيا.
وفي عام 2020، اندلع احتجاج جماعي بعد اغتصاب وقتل فتاة من الداليت في هاثراس، وهي منطقة أخرى في ولاية أوتار براديش.
من جانب آخر، قال براجيش باتاك، نائب رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، إنَّ الجناة سيواجهون "محاكمة سترتجف لها أرواح أجيالهم القادمة أيضاً. وستتحقق العدالة".
جرائم اغتصاب متكررة
وسلّط الحادث الضوء على فضيحة الاغتصاب والعنف المستمرة ضد المرأة في الهند، التي وجد استطلاع أجرته "رويترز" عام 2018 أنها أخطر بلد على المرأة.
وفي أغسطس/آب الماضي، أبلغ المكتب الوطني الهندي لسجلات الجريمة عن زيادة بنسبة 19% في حالات الاغتصاب خلال العام الماضي، مقارنة بعام 2020، بمتوسط 87 حالة يومياً. بينما تظهر بيانات المكتب أيضاً أنَّ هناك ارتفاعاً بنسبة 45% في حالات اغتصاب نساء الداليت المبلغ عنها بين عامي 2015 و2020.
ومع ذلك، يُعتقَد أنَّ المدى الحقيقي للعنف الجنسي ضد النساء والفتيات في الهند أكبر بكثير مما تظهره الأرقام، لا سيما بين مجتمع داليت، حيث يوجد نقص في الإبلاغ عن حالات الاغتصاب على نطاق واسع. وخلُص أحد التقديرات، استناداً إلى بيانات حكومية، إلى أنَّ 99% من حالات العنف الجنسي لم يُبلغ عنها.