إيران على أعتاب الانضمام لمنظمة أمن آسيوية تجابه الغرب.. وقعت مذكرة التزامات تحت جناح روسيا والصين

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/16 الساعة 07:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/16 الساعة 07:21 بتوقيت غرينتش
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحيي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين/ GettyImages

وقعت إيران، الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022، مذكرة التزامات للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، ما يقربها خطوة من الحصول على العضوية الدائمة داخل الكيان الأمني الآسيوي الذي تهيمن عليه روسيا والصين، مع سعي طهران لتخطي عزلتها الاقتصادية التي تسببت فيها العقوبات الأمريكية.

إذ قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان  إن بلاده وقعت مذكرة التزامات للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تعقد قمة هذا الأسبوع في أوزبكستان.

وكتب حسين أمير عبد اللهيان على صفحته على إنستغرام: "بالتوقيع على وثيقة العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون، دخلت إيران الآن مرحلة جديدة من التعاون في مجالات متعددة في الاقتصاد والتجارة والنقل والطاقة".

إلى ذلك، ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي زار سمرقند في أوزبكستان  الخميس لحضور القمة، كما عقد اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

والعام الماضي، وافقت المنظمة الأمنية على طلب إيران للانضمام، بينما دعا حكام طهران الدول الأعضاء إلى مساعدة الجمهورية الإسلامية على تشكيل آلية لتجنب العقوبات التي يفرضها الغرب بسبب برنامجها النووي المتسبب في خلاف.

دور منظمة شنغهاي 

ويأتي بيان اللهيان، في الوقت الذي توجه فيه قادة من الصين والهند وكازاخستان وقرغيزستان وباكستان وروسيا وطاجيكستان  وأوزبكستان إلى مدينة سمرقند، لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم ثمانية أعضاء، وهي مجموعة أمنية شكلتها بكين وموسكو كثقل موازن لنفوذ الولايات المتحدة.

وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون، عام 2001 لتكون مساحة للنقاش لروسيا والصين والدول السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى، وتوسعت قبل أربعة أعوام لتشمل الهند وباكستان، بهدف أداء دور أكبر كقوة مواجهة للنفوذ الغربي في المنطقة.

دول منظمة شنغهاي للتعاون، في قمة عام 2018، أرشيفية/ Getty
دول منظمة شنغهاي للتعاون، في قمة عام 2018، أرشيفية/ Getty

أما أفغانستان، وبيلاروسيا، وإيران، ومنغوليا فهي دول مراقبة داخل التعاون، في حين أن للمنظمة 6 "شركاء حوار" هم: أرمينيا،  وأذربيجان، وكمبوديا، ونيبال، وسريلانكا، وتركيا.

فيما صرح جريجوري لوجفينوف نائب الأمين العام للمنظمة، للتلفزيون الروسي الرسمي الذي ذكر أيضاً نبأ توقيع إيران للمذكرة، بأن إيران ستتمكن الآن من المشاركة في الاجتماعات، على الرغم من أنها سوف تستغرق بعض الوقت على الأرجح لتحصل على العضوية الكاملة.

هل أصبحت إيران عضواً في المنظمة؟

وتعد مرحلة التوقيع على مذكرة الالتزامات، بأنها البوابة للانضمام الدائم إلى منظمة شنغهاي لكنها لا تساوي الانضمام الرسمي كعضو دائم فيها، لكنها المرحلة قبل الأخيرة ويفترض أن يتم الإعلان عن قبول إيران عضواً دائماً في المنظمة في القمة المقبلة المزمع عقدها في الهند.

وبدأت عملية انضمام إيران كعضو دائم في منظمة شنغهاي منذ موافقة جميع أعضاء التكتل في قمة دوشنبه عام 2021، وأن التوقيع على مذكرة تعهدات العضوية الدائمة فيها بمثابة تفاهم لاستكمال العملية، وقد قربها خطوة أخرى للإعلان الرسمي عن ذلك.

أما الالتزامات  المطلوبة من إيران للانضمام الدائم إلى منظمة شنغهاي للتعاون، فإنه لا توجد معلومات إضافية عن الوثائق والإلزامات المطلوب من إيران تنفيذها، لكن لا شك أن جلها تشمل أموراً بروتوكولية، في حين تحدثت بعض الوسائل الإعلامية عن ضرورة رفع العقوبات الأممية، والمصادقة على القوانين الدولية مثل القوانين المتعلقة بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وإلزامات أخرى كالانضمام إلى المنتدى الاقتصادي الأوراسي، والدخول في التجارة الحرة مع الدول الخمس الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون.

الاتفاق النووي والعقوبات

وتضرر الاقتصاد الإيراني بشدة منذ عام 2018، عندما أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية، ومن بينها روسيا والصين.

ووصلت المحادثات غير المباشرة التي استمرت لشهور بين إيران وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى طريق مسدود بسبب عدة عقبات أمام إحياء الاتفاق النووي، الذي وافقت طهران بموجبه على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.

كما تسببت العقوبات الأمريكية والمخاوف المتنامية من تبعات تشكل تكتل عربي إسرائيلي بدعم أمريكي بإمكانه تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط بعيداً عن إيران في دفع حكام الجمهورية الإسلامية إلى التأسيس لصلات اقتصادية واستراتيجية أوثق مع روسيا التي تخضع هي أيضا لعقوبات بسبب غزو أوكرانيا.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن رئيسي قوله أثناء الاجتماع مع بوتين: "إيران عازمة على تعزيز علاقاتها مع روسيا من المجالات الاقتصادية والسياسية وحتى مجال الطيران".

وفي يوليو/تموز، قبل أيام من زيارة بايدن لإسرائيل والسعودية، زار بوتين طهران وكانت تلك أول زيارة خارج دول الاتحاد السوفييتي السابق منذ الغزو الذي نفذه لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.

وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن بوتين قال الخميس إن وفداً ممثلاً لثمانين شركة كبرى سيزور إيران الأسبوع المقبل، في مؤشر جديد على تنامي العلاقات مع إيران.

تحميل المزيد